يحاول النظام السعودي شرعنة جريمة التطبيع من خلال رجال الدين الوهابيين باعتبار تطبيع العلاقات بين بعض الدول الإسلاميّة والعدو الصهيوني الغاصب يحتاج إلى فتوى شرعيّة، فيما أشار مفتي السعودية السابق وعضو هيئة كبار العلماء عبد العزيز بن باز إلى شرعية تكوين علاقات مع الصهاينة، مبررًا ذلك بمصلحة المسلمين في الصلح مع الصهاينة وتبادل السفراء والتعاون التجاريّ والمعاملات الأخرى.
ويرى مراقبون ان النظام السعودي لم يتعلم من فشل الإمارات والنظام الخليفي في تبرير تحالفهما مع العدو الصهيونيّ بذرائع واهية، وترويج بشكل فاشل اختلاق إيجابيات لفعلتهما النكراء، خاصة مع وجود رفض شعبيّ عارم داخل بلدانهما لتلك المسألة، حيث كرر وزير الخارجيّة السعوديّ، فيصل بن فرحان، المزاعم الإماراتيّة والخليفيّة حول أنّ التطبيع سيكون ثمنًا لوقف مشاريع ضم الأراضي الفلسطينيّة، والمساعدة على تمهيد الطريق للعودة المحتملة للصهاينة والفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات، بحسب ادعائه.
وبيّن المراقبون أنّ الموقف السعوديّ الرسميّ واضح تجاه موجة الخيانة الخليجيّة التي لم تبدأ بالتأكيد دون موافقة الرياض، فمنذ تصريحات رئيس استخبارات النظام السعوديّ السابق، بندر بن سلطان قبل أسابيع، وهجومه الحاد على موقف القيادات الفلسطينيّة من اتفاق الاستسلام الخليجيّ، كثرت التنبؤات باقتراب دخول الرياض إلى حظيرة واشنطن للتطبيع، مستندين على استجابة الرياض لطلب الإمارات بالسماح للرحلات القادمة من الأراضي المحتلة الواقعة تحت سلطة العدو الصهيونيّ بعبور أجوائها.