غرق النظام الخليفيّ من رأسه حتى أخمص قدميه في وحل التطبيع، حتى صار يتخبّط استجداء للعون والمديح لتبييض صورته النتنة.
منسلخًا عن عروبته حتى عن دينه، سارع النظام الخليفيّ إلى توقيع مذكّرة تفاهم لمكافحة ما يسمّى «معاداة السامية»؛ في وقت سجونه تمتلئ بمواطنين مسلمين، يحاربهم بمعتقداتهم وشعائرهم.
مذكّرة مكافحة «معاداة السامية» التي وقّعها النظام تقضي بتبنّيه تعريفات التحالف الدوليّ لإحياء ذكرى «الهولوكوست» لمعاداة السامية، وفق ما جاء في تغريدة لوزير خارجيّة الكيان الصهيونيّ «غابي أشكنازي» الذي أعرب عن ترحيبه بهذه الاتفاقيّة «التاريخيّة»، كما وصفها.
والمديح لم ينتهِ عند «أشكنازي»، فقد لحقه وزير الخارجيّة الأمريكيّة «مايك بومبيو» الذي وجّه الشكر لحمد بن عيسى لتوقيعه إيّاها، والنظام يصفّق جذلًا على ما ناله منهما.
وللعلم فإنّ مكافحة «معاداة الساميّة» تتضمّن مكافحة معاداة الصهيونيّة ونزع الشرعيّة عن الكيان الصهيونيّ.
هذا وكان من يسمّى رئيس مجلس أمناء مركز حمد العالميّ للتعايش السلمي في البحرين «خالد بن خليفة آل خليفة» قد وقّع مع الإدارة الأمريكيّة، يوم الخميس 22 أكتوبر/ تشرين الأول 2020 مذكرة تفاهم لمكافحة ما يسمّى «معاداة السامية» في الشرق الأوسط، حيث قال قبل التوقيع «إنّنا نعلم جميعًا أنّ الكراهية هي عدوّ السلام، ويتعيّن احترام جميع المجموعات في العالم، على الرغم من اعتقادهم»، وهنا يطرح سؤال نفسه بنفسه: هل شيعة البحرين هم خارج هذه المجموعات حتى يقدم النظام الخليفيّ على هدم مساجدهم، ومنعهم من ممارسة معتقداتهم، واعتقال علمائهم، وتخريب مظاهر شعائرهم، وحتى قتلهم؟