يبدو أنّ الناطقة الرسميّة بشؤون التطبيع الخليفيّ مع الصهاينة لا تنفكّ عن محاولة إبراز تأييدها هذا التطبيع ولو بالتهجّم على الفلسطينيّين.
فقد تواصلت رئيسة جمعيّة الصحفيين البحرينيّة المدعوّة «عهدية أحمد» مجدّدًا مع وسائل الإعلام والصحف الصهيونيّة، حيث نشرت يوم الخميس 15 أكتوبر/ تشرين الأول 2020 مقالًا في صحيفة «جيروزاليم بوست» الصهيونيّة تحت عنوان «كيف يمكننا إنشاء شرق أوسط جديد خالٍ من النزاعات؟«.
وقالت «أحمد» في مقالها إنّ «اتفاقيّات التطبيع التي وقّعتها حكومات البحرين والإمارات الشهر الماضي مع الكيان الإسرائيليّ شكّلت نقطة تحوّل في التاريخ»- بحسب تعبيرها، زاعمة أنّه «بين عشيّة وضحاها، انتهت تجارة الحرب رسميًا، تاركة القادة الفلسطينيين مكشوفين للعالم، كما ستكشف قريبًا عن خيبة أمل القادة والشعوب في المنطقة تجاه الطريقة التي أساءت بها القيادة الفلسطينيّة حلّ الصراع الفلسطينيّ- الإسرائيليّ»- وفق زعمها.
وتابعت تهجّمها على القادة الفلسطينيين مضيفة أنّه خلال سبعة عقود فشلت فيها محاولات حلّ القضيّة الفلسطينيّة، بسبب القادة الذين على ما يبدو لم يرغبوا أبدًا في حلّ هذا الصراع، في الوقت الذي تريد دول الخليج رؤية تغيير إيجابيّ في القيادة الفلسطينيّة، وإنهاء الصراع الداخلي على السلطة.
ولم تكتف بالتطاول على القادة الفلسطينيين بل لحق هجومها كلّ دول المحور حيث قالت: «اتفاقيّات التطبيع مع إسرائيل بمثابة تحالفات جديدة للقضاء على التهديدات الإقليميّة الأيديولوجيّة والعسكريّة والإرهابيّة في المنطقة، وأشارت إلى إيران وحزب الله وجماعات الإخوان المسلمين، الذين يُعدّوا هم العدوّ الأول في المنطقة وليس الكيان الصهيونيّ»، على حدّ فهمها.
ورأت عهديّة أنّ المصالح المشتركة للحلفاء الجدد سيؤدّي إلى إنشاء شرق أوسط جديد خالٍ من النزاعات، وسينهي عزلة الكيان الصهيونيّ المحتلّ، مدّعية أنّه أثبت اليوم للعالم أنّه يريد السلام والاستقرار حقًا، وهو ما سيمنح الشعب الفلسطينيّ الاستقرار السياسيّ والاقتصاديّ- بحسب ادّعائها.
واختتمت عهديّة مقالها بقولها إنّ «إسرائيل هي رسميًا صديقة اليوم، صديق نثق به، وأعتقد حقًا أنّه في اللحظة التي تمّ فيها توقيع هذه الاتفاقيّات، كان لدى جميع الأطراف المعنيّة نوايا كبيرة، وسنعمل معًا بشكل وثيق للتأكّد من عدم انتهاك حقوق أيّ شخص، وأنّ سكان المنطقة سيعيشون في نهاية المطاف في سلام، أخيرًا بدأ فجر جديد».
يذكر أنّ «عهدية أحمد» قد ظهرت في مقابلة مع القناة «i24» الصهيونيّة بتاريخ 23 سبتمبر/ أيلول 2020، وقالت فيها «إنّها مؤمنة بعلاقات البحرين مع الكيان الصهيونيّ»، وذلك بعد أسبوع على توقيع اتفاقيّة للتطبيع بينهما.