قد تجذب العناوين «البرّاقة» في الصحف الصفراء لنظام آل خليفة القرّاء والمهتمين بالشأن البحرانيّ، غير أنّ هذا الانشداد والاهتمام سرعان ما يتلاشيان ما إن يقرأون ديباجاتهم الركيكة والسوقيّة المكتوبة بألفاظ وعبارات مبتذلة لا تليق بالعمل الصحفيّ.
لكن ماذا يُنتظر ممن وُجّهت له ضربات متتالية فآلمته وخنقته واستصغرته أمام الآخرين؟ غير أن تفيض قريحته حقدًا وكرهًا وكذبًا وافتراءً.
ما زال النظام الخليفيّ يلملم شتات نفسه بعدما قطّعته ضربات ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير أشلاء، حين التقى بقيادات فلسطينيّة ونقل إليها رفض شعب البحرين المؤكّد لتطبيع النظام مع الكيان الصهيونيّ، ولم تنحصر اللقاءات ببيروت بل تعدتها إلى دمشق، فلم يكد النظام الخليفيّ يستيقظ من هول صدمته الأولى حتى تلقّى الثانية، في وقت كانت أبواقه ترفع صوتها بأكاذيبه أمام الصهاينة بأنّ الرافضين للتطبيع يعدّون على الأصابع، والبحرين ترحّب بهذا التطبيع، بينما الحقيقة كان مرتزقته يقتحمون البلدات ويعتقلون المواطنين لتعبيرهم عن هذا الرفض.
لا يدرك النظام الخليفيّ أنّه إذا ما نزل بالخطاب الصحافيّ لأسفل دركة لارتدّ عليه هذا الأمر، كيف يدرك هذا وهو أصلًا غارق في وحل ذلّه وعاره بعدما ثبت عليه لقب «التابع» الذي يدار كيفما يديره مسؤوله، وينفّذ أوامره طائعًا خاضعًا؟
«كلّ إناء بما فيه ينضح» ستظلّ الأقلام المأجورة تكتب أوجاع النظام الخليفة، والأصوات النشاز تنعق بآلامه، وبالمقابل سيظلّ الشعب يعلن رفضه التطبيع وبيعه قضيّة القدس، وسيستمرّ ائتلاف 14 فبراير والمعارضة البحرانيّة في نضالهم، وليمت بغيظه من لا يرتضي ذلك.