يعد تاريخ حكام السعودية شاهدًا على كيفية تعاملهم مع الفلسطينيين أصحاب الأرض والقضية، ورغم إعلانات دعم القضية الأساس، فإنّ هذا الدعم لم يكن سوى كلام وحبر على ورق، إذ باتوا اليوم على حافة الإعلان الرسمي عن التطبيع مع الكيان الصهيوني.
ويرى مراقبون أن تصريحات رئيس الاستخبارات الأسبق بندر بن سلطان وغيره كان الضربة الفاضحة التي تكشف شكليات الهرولة نحو التطبيع، عبر هجمات شرسة ضد الفلسطينيين ومحاباة للاحتلال، وعبر الأدوات المتعددة تبدو الرياض أقرب إلى الإشهار الحتمي لعلاقاتها مع الاحتلال، خاصة بعد كيل الاتهامات للقيادات الفلسطينية ودعم مواجهتها من الاحتلال، واستخدام أسلوب المنة بالدعم الذي قدمته “السعودية” إلى الفلسطينيين.
وأكّدوا أن المحاكمة غير العادلة واستهداف الفلسطينيين المعتقلين في السعودية لا يخرجان عن سياقات التقارب والتطبيع، ويبدو أن المحاكمات الجماعية ومزاعم الإرهاب تأتي كرمي للراعي الأميركي ومحاكاة لممارسات الاحتلال في استهداف الفلسطينيين، فيما ندد مجلس جنيف للحقوق والحريات باستمرار السلطات السعودية في اعتقال عشرات الفلسطينيين والأردنيين وتقديمهم إلى “محاكمات تفتقر إلى العدالة وتستند على تهم ملفقة”، داعيًا السلطات إلى الإفراج الفوري عن المعتقلين، كما استنكر الصمت الدولي على جريمة الاعتقال طوال هذه الأشهر.