قال منسق شبكة الأمان للبحوث «الدكتور أنيس النقاش» إنّ ما يجري بين بعض الدول العربيّة والكيان الصهيونيّ اليوم هو أبعد من التطبيع المتعارف عليه والذي جرى بين مصر والأردن والكيان باتفاقيات كامب دايفد ووادي عربة، وأخطر منه.
وفي كلمة له حول جريمة التطبيع تزامنًا مع استعدادات شعب البحرين للمشاركة بـ«جمعة سقوط اتفاق الخيانة» أضاف النقّاش أنّ الذي يجري اليوم هو حلف استراتيجيّ سيعمل في المجال الأمنيّ والعسكريّ والاقتصاديّ والبنى التحتيّة، والأخطر من ذلك أنّه سيجنّد نفسه بأموال العرب والمسلمين من أجل قلب حقائق التاريخ والدين والحقوق الإنسانيّة المتعارف عليها لدعم نظريّة وجود الكيان الصهيونيّ في المنطقة وخيانة القضيّة الفلسطينيّة، داعيًا إلى تكثيف الاستعدادات لمواجهة هذا المخطط على هذا المستوى، موضحًا أنّ «هذه ليست مسألة تطبيع عادية وليست مسألة تبادل سفراء فقط، ولو أنّ هذا بحدّ ذاته مدان وهو جريمة كبيرة، ولكن ما يسعون إليه هو أخطر من ذلك».
وأشار إلى دور الإعلام المجنّد بالبترودولار الخليجيّ، وهو ليس صغيرًا أو ضعيفًا بل يمثّل نحو 80% من الإعلام العربيّ، بقلب الحقائق وتصوير الكيان الصهيونيّ على أنّه كيان شرعيّ، ولم يبق إلا الخطوة التالية لاعتبار أنّ المقاومة الفلسطينيّة هي اعتداء على هذه الشرعيّة الصهيونيّة، وفق تعبيره.
وختم النقاش «لقد تجاوز الحكّام المطبّعون كلّ الخطوط الحمر ووضعوا أنفسهم في خندق واحد، وأنا أعتقد أنّه في المرّة القادمة ستكون المعركة بين جبهتين: جبهة يقودها الكيان الصهيونيّ وبعض الحكّام العرب وجبهة يقودها محور المقاومة وكلّ المؤمنين بالحقّ والعدالة الإنسانيّة والملتزمين بدينهم وتعاليم شرعهم الحنيف، وسيكون النصر حتمًا لأصحاب القضيّة العادلة وسيهزم أعداء فلسطين وحلفاء الكيان الصهيونيّ».