يعدّ النظام السعوديّ أوّل المطبّعين «السرّيين» مع الصهاينة منذ سنين، غير أنّه يؤخّر إعلان تطبيعه رسميًّا بالرغم من أنّه الدافع الأوّل للإمارات والنظام الخليفيّ إلى توقيع اتفاق العار، وبالرغم من وجود الدلائل على نيّته الجديّة في ذلك.
فـ«محمد بن سلمان» هو الذي حثّ النظام الخليفيّ والإمارات على توقيع اتفاق الخيانة، بل هو من وضع الأساس لهذا الاتفاق، وفق ما ذكرته صحيفة «الغارديان» البريطانيّة، حيث إنّه «كان يبحث عن مبرّرات لتغيير النظر حيال السياسات الإسرائيليّة، بعد أن وقع ضحيّة إغراءات تتمثّل في الحصول على طائرات مقاتلة وخدمات سياسيّة من أمريكا، فعمد إلى حثّ الجارتين الخليجيّتين على توقيع اتفاقيّة التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيليّ لتكونا غطاءً للرياض مستقبلًا»، بحسب الصحيفة.
واستدركت الصحيفة «ابن سلمان لن يستعجل في إتمام صفقة تطبيع مع إسرائيل حتى لا يعطي ذلك «الإنجاز» في سلّة نجاحات ترامب، لكن عوضًا عن ذلك، فإنّ الرياض ستواصل جهودها في دفع الدول العربية للتطبيع مع الكيان الصهيونيّ كما هو الحال مع السودان وسلطنة عمان»، وأنّه يطمح إلى «جائزة أكبر» للمضي قدمًا نحو التطبيع، وهو ما يُفسّر عدم تطرّق الحاكم السعوديّ «سلمان بن عبد العزيز» لاتفاقات التطبيع الإماراتيّة والخليفيّة مع الصهاينة في خطابه أمام الأمم المتحدة قبل أيام- على حدّ قولها.
أمر فسّره الإعلام الصهيونيّ، من جهته، على أنّه نتيجة خلاف كبير بين الحاكم الصوريّ سلمان وابنه الحاكم الفعليّ، حيث قالت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» إنّ ثمّة انقسامات داخل العائلة الحاكمة في السعودية بعد تطبيع النظام الخليفيّ والإمارات مع الكيان الصهيونيّ، وإنّ «حاكم السعودية سلمان بن عبد العزيز دعا في خطابه أمام الجمعيّة العامّة للأمم المتحدة يوم الأربعاء الماضي 23 سبتمبر/ أيلول 2020 قادة العالم إلى مواجهة الطموحات النوويّة الإيرانيّة كجبهة موحّدة، وأعرب عن دعمه لجهود السلام الأمريكيّة في الشرق الأوسط، فيما لم يعلن صراحة عن دعمه لاتفاقات التطبيع الأخيرة بين إسرائيل والإمارات والبحرين، والتي قادتها إدارة ترامب»- بحسب تعبيرها.
وعلّلت الصحيفة ذلك بوجود انقسامات ونزاعات داخل العائلة الحاكمة في السعودية حول العلاقات المستقبليّة المحتملة مع الكيان، على الرغم من وجود علاقات سريّة بين الدولتين منذ سنوات، لافتة إلى أنّ سلمان في صراع مع نجله، حيث قيل إنّ الأخير يؤيّد العلاقات الرسميّة، وأنّ تحرّكات أبو ظبي والمنامة للتطبيع نالت مباركة الرياض، كما أعلنت السعودية أنّها ستسمح للرحلات الجويّة بين الكيان الصهيونيّ وتلك الدول بالمرور فوق مجالها الجويّ، في إشارة أخرى إلى استعدادها للنظر في خطوات نحو تطبيع العلاقات- وفق ما أوردته الصحيفة.