يبدو أنّ محاولات ضبط النفس وعدم إبداء أي ردّة فعل لدى الصهاينة من زيارة رئيس المكتب السياسيّ لحركة «حماس» إسماعيل هنية للبنان حيث استقبل بحفاوة وخاصّة في مخيّم «عين الحلوة»، وأجرى سلسلة لقاءات رفيعة المستوى وفي مقدّمتها لقاء خاص بسماحة الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله؛ قد فشلت.
وعلى الرغم من أنّ لقاءه بالسيّد نصر الله قد مرّ عليه أكثر من أسبوعين فإنّ الاستنكار الصهيونيّ قد بلغ درجة التهديد إذ قال السفير الصهيونيّ السابق في مصر إسحاق ليفانون، إنّ «التنسيق بين حركة حماس وحزب الله اللبناني وإيران، لن يمرّ مرور الكرام».
وتابع ليفانون مهدّدًا خلال تصريحات لإعلام الكيان بأنّ الوقوف ضدّ خطوات التطبيع العربي مع تل أبيب، سيمثل «مخاطرة لا يعرف أحد نتائجها»، مضيفًا: «إيران قررت أن تمتشق أظفارها، وهددت البحرين بسبب التطبيع مع إسرائيل، وقبل هذا هاجمت الإمارات بشدة للسبب ذاته، بل وقبل ذلك عقدت في لبنان لقاء لعدد من القادة، من أجل تنسيق المقاومة لاتفاق التطبيع مع تل أبيب».
ورأى أنّ السبب المعلن لهنية من زيارته لبنان كان لقاء كلّ الفصائل الفلسطينية لتنسيق الكفاح الفلسطيني ضد موجة التطبيع من الدول العربية مع إسرائيل، أمّا عمليًّا فقد استغل هنية زيارته والتقى بشخصيات مركزية، كي يعمل على أجندة المقاومة، والتقى أيضا برئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، ورئيس أجهزة الأمن، عباس إبراهيم، والزعيم الدرزي جنبلاط، ورئيس حكومة تصريف الأعمال حسان ديان وغيرهم، كما تجول في مخيم اللاجئين الكبير في لبنان عين الحلوة، واستقبل هناك بالهتاف، وفق تعبيره، ملوّحًا بأنّ «درة التاج في نشاط هنية، وربما حتى الهدف الأساس لزيارته إلى لبنان، هو اللقاء مع نصر الله»، زاعمًا «أن تكون إيران معنية بتنسيق الخطوات بين المنظمتين، ومعقول أيضًا أن تكون نقلت لهما تعليمات حول كيفية تنسيق الخطوات بينهما»، وفق ادعائه.
وتابع السفير السابق إنّ «إيران تستغل الشرخ الذي بين حماس والسلطة الفلسطينية كي تربطها بذراعها الأساس في الشرق الأوسط»، مبديًا امتعاضه من استقبال هنية في مخيّم عين الحلوة بكلّ حفاوة قائلًا «في لحظة تعالٍ بمخيم عين الحلوة، هدد هنية إسرائيل بأسلوب نصر الله الفظ إبان حرب لبنان الذي أكّد أنّ صواريخه ستصل لما بعد بعد حيفا، وبما يتناسب مع ذلك، وأكد هنية أن صواريخ حماس ستصل لما بعد تل أبيب».
وهدّد ليفانون من أنّ غزة ترتبط بالكيان الصهيونيّ بأواصر وثيقة، وحماس ملزمة بأن تعرف أن تنسيق خطواتها مع أسوأ أعداء إسرائيل، نصر الله، لن يمر مرور الكرام، مضيفًا «من المهم الإيضاح لزعماء حماس، ربما عبر مصر، أنّه لا يمكن الإمساك بالعصا من طرفيها، فإسرائيل معنية بالهدوء مع غزة، ومستعدة لأن تمد يد المساعدة اليوم بالذات مع كورونا، ولكن هذا لن يحصل عندما ينسج هنية المؤامرات مع طهران عبر حزب الله».