رأت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الصهيونيّة أنّ اتفاقيّات الكيان الصهيوني مع الإمارات والنظام الخليفيّ تستحقّ تعريفها بأنّها «تاريخيّة»، كونها تشكّل تأكيدًا علنيًّا بقبوله عضوًا شرعيًّا في المنطقة، على عكس الاتفاقيات مع مصر والأردن اللتيْن اعتبرتا الدولة اليهوديّة عضوًا أجنبيًا غير شرعيّ.
وأوضحت الصحيفة في مقال للخبير العسكريّ الصهيونيّ «رون بن يشاي» أنّ اتفاق العار شمل التوقيع على علاقات دبلوماسيّة واقتصاديّة مع الصهاينة بموافقة النظام السعوديّ، أهم دولة في المعسكر العربيّ الموالي للغرب، و«بالتالي يمكن النظر للاتفاقات على أنّها جعلت «إسرائيل» أحد أهم أعضاء المعسكر الموالي للغرب في الشرق الأوسط، وهذه خطوة تاريخيّة»، وفق تعبيره.
وأكّد الخبير العسكري ّأنّ اتفاقيّة التطبيع مع أبو ظبي هي للعلاقات بين الشعب الإسرائيليّ ومواطني الإمارات، أمّا الاتفاق مع النظام الخليفيّ والاتفاقيّة الضمنية مع النظام العسوديّ فهما بين حكومات وحكومات، ويعارضها مواطنو البلدين على أسس دينيّة وسياسيّة، لذلك فإنّه من المتوقّع أن تنعكس الجوانب الاقتصاديّة والاستراتيجيّة للاتفاقيات في دولة الإمارات أكثر من البحرين أو السعودية.
وأضاف أنّ العوامل التي تسبّبت في موافقة النظام الخليفيّ والإمارات على التطبيع مع الصهيونيّ هي «الخوف من إيران، والفهم بأنّ الولايات المتحدة تبتعد عن التدخّل العسكريّ في المنطقة، ولم يعد من الممكن الوثوق بها كحامية للدول العربية المعتدلة، في حين أنّ إسرائيل موجودة في المنطقة، ولديها قدرات مثبتة، بجانب الهايتك الإسرائيليّة، حيث يبني عليها الحكّام العرب بديلًا عن النفط، الذي تتراجع قيمته كمصدر للعمالة والدخل في دول الشرق الأوسط»، بحسب المقال، مؤكّدًا أنّ «السعودية التي غابت عن البيت الأبيض تنتظر اللحظة المناسبة للانضمام للتطبيع الرسميّ مع إسرائيل، أمّا الفلسطينيون فإنّهم سيبقون هنا، والصراع معهم أخطر تهديد أمنيّ وحكوميّ على إسرائيل، وطالما أنّ الصراع لا يزال قائمًا، فإنّ اتفاقات السلام والتطبيع غير مستقرّة»- على حدّ قوله.