على الرغم من الاهتمام الإماراتيّ والخليفيّ باتفاق العار والخيانة مع الصهاينة، والمبالغة بالتعويل على آثاره بحسب أمانيّهم وتفاؤلهم، فإنّ الصهاينة أنفسهم لا يرون فيه إلّا غيمة صغيرة في سماء صيف حارّ.
فقد شكا الكاتب الصهيونيّ «أليئور ليفي» في مقال له بصحيفة «يديعوت أحرونوت» من عدم إمكانية هذا الاتفاق من تحقيق طموح الصهاينة بإزالة فلسطين من الوجود قائلًا: إنّ «هذه الاتفاقيات لن تجعل 4.5 مليون فلسطينيّ يختفون من الواقع في الضفّة الغربية وقطاع غزة، وسيستمرّون في البقاء جيرانًا لنا، وليس لأبو ظبي والمنامة«.
وتابع الكاتب «ليست المرّة الوحيدة التي تدقّ فيها أجراس إعلان شهر العسل بين دولة الاحتلال والأنظمة العربيّة، حيث حدث هذا خلال التسعينيات، عندما فتحت إسرائيل مكاتب تمثيليّة وغرفًا تجاريّة في المغرب وتونس وسلطنة عمان، وكذلك عقب اتفاق السلام مع الأردن«، مضيفًا «رغم هذه الاتفاقيات اندلعت انتفاضة الأقصى، وأُغلقت جميع البعثات العربية، ولم تفتح منذ ذلك الحين».
وقال ليفي أنّ الفلسطينيّين خسروا معركة أمام الصهاينة، وليس من الصواب أن تبدي «إسرائيل» ابتهاجًا بكبريائها المُداس، حتى لو وقّعت دول أخرى اتفاقيات جديدة معها، فإنّ المراسم الاحتفاليّة لن تجعل 4.5 مليون فلسطينيّ يختفون، ومن المستحيل نسيان وجودهم»، بحسب تعبيره.
ورأى الكاتب الصهيونيّ أنّ اندفاع ترامب للتدخّل بالقضيّة الفلسطينيّة ووقوفه إلى جانب الصهاينة ليس إلا مراعاة لمصالحه الشخصيّة، موضحًا «أنّ إدارته لا تكفّ عن توجيه الضربات للسلطة الفلسطينيّة، تارة بنقل السفارة الأمريكيّة إلى القدس، ثمّ الاعتراف بها عاصمة للكيان الصهيونيّ، فإغلاق مكاتب منظّمة التحرير في واشنطن، ثمّ طرد السفير الفلسطينيّ من هناك، مرورًا بوقف المساعدات للأونروا، وعقد المؤتمر الاقتصاديّ في البحرين، وأخيرًا عرض صفقة القرن، بالتزامن مع تقليل أوروبا بشكل كبير من دوافعها للتدخّل في الصراع الإسرائيليّ الفلسطينيّ.