لم يكد النظام الخليفيّ يصدّق أنّ الصهيونيّ فتح له باب التطبيع على مصراعيه حتى أثبت أنّه عبد ذليل يطيع سيّده ويتكالب على إرضائه.
فوزير خارجيّة النظام «عبد اللطيف الزياني» وصف إعلان اتفاق تطبيع العار مع الكيان الصهيونيّ بخطوة تاريخيّة نحو إحلال السلام في الشرق الأوسط، وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
وزعم أنّ البحرين تتطلّع من هذا الإعلان إلى إقامة علاقات مع دولة الاحتلال الإسرائيليّ في مجالات متعدّدة، في ضوء مبادئ العلاقات الدوليّة وفي مقدّمتها الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، مشيدًا بما أسماه رؤية حمد بن عيسى آل خليفة لإنهاء النزاع الفلسطينيّ- الصهيونيّ وفقًا لحلّ الدولتين الذي شدّد على الالتزام به كأحد مرتكزات السياسة الخارجيّة، كما أثنى على دور الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الصهيونيّ بنيامين نتنياهو، في حفظ السلم والأمن الدوليّين، على حدّ زعمه.
وقدّم الزيّاني تهانيه لحكومة الإمارات بمناسبة توقيعها اتفاق العار هي الأخرى مع تل أبيب، متطلّعًا لأن تسهم هذه الاتفاقات الاستراتيجيّة في تعزيز السلام والأمن والاستقرار، وفق تعبيره.
وأجرى من يسمّى وزير شؤون الدفاع «عبد الله النعيمي» يوم الإثنين 14 سبتمبر/ أيلول 2020 اتصالًا هاتفيًا مع وزير الحرب في الكيان الصهيونيّ «بيني غانتس»، حيث ناقشا أهميّة «اتفاقيّة العار» وتحّدثا عن توقّعاتهما المشتركة بإقامة شراكة وثيقة بين وزارتيهما ممّا سيسهم في تعزيز قدرات البلدين والمحافظة على الأمن الإقليميّ، وفق ما ذكرت وكالة «بنا».
وقد عرض وزير الحرب الصهيونيّ استضافة نظيره الخليفيّ في زيارة رسميّة لتل أبيب، واتفقا على مواصلة الحوار معًا.
وفي سياق الترحيب الواسع بالترحيب أجرى كذلك وزير المواصلات والاتصالات الخليفيّ «كمال أحمد محمد» يوم الثلاثاء 15 سبتمبر/ أيلول 2020 اتصالًا هاتفيًا مع وزيرة النقل الصهيونيّة «ميري رغيف»، وذلك بعد توقيع اتفاق العار، وتبادلا التهاني بذلك، كما ناقشا سُبُل التعاون في مختلف مجالات النقل والمواصلات وآليات تطويرها وانعكاساتها القادمة على اقتصاديات المنطقة، بحسب ما ذكرت وكالة «بنا» أيضًا.
وأضافت الوكالة أنّه «يتوقّع أن يفتح اتفاق التطبيع مع «الكيان المحتلّ» آفاقًا جديدة للازدهار والتنمية، متطلّعين لأن تتسم المرحلة المقبلة بمزيد من الاستقرار والتعاون بين البلدين في كافّة المجالات»، وفق تعبيرها.
أمّا وزير داخليّة النظام «راشد بن عبد الله آل خليفة» فقد ادّعى أنّ الاتفاق يأتي في إطار حماية مصالح البحرين العليا، وتعزيز أمن البحرينيين والاقتصاد الوطنيّ، وأنّ إقامة علاقات دبلوماسيّة مع إسرائيل ليس تخلّيًا عن القضيّة الفلسطينيّة والحقوق المشروعة للشعب الفلسطينيّ، مضيفًا ولكن «إذا كانت فلسطين قضيّتنا العربيّة، فإنّ البحرين قضيّتنا المصيريّة.
ولفت إلى وجود تحدّيات مصيريّة وصلت إلى المنطقة، ولا يمكن تجاهلها أو غضّ الطرف عنها، وأنّ «النظرة الواقعيّة للمشهد الإقليميّ تجعلنا ندرك أنّنا نتعامل مع أخطار مستمرّة طوال السنوات الماضية، تمكّنا من درء معظمها، وليس من الحكمة أن نرى الخطر وننتظر وصوله إلينا إذا كان بالإمكان تفادي ذلك بأيّ شكل من الأشكال»، مشدّدًا على أنّ النظام الخليفيّ مصمّم على المضيّ في تعزيز إمكانيّاته الذاتيّة، وأنّ استراتيجيّته أساسها وجود تحالفات قوية في مواجهة الأخطار المحتملة، تستند إلى تطوير القدرات الوطنيّة، بحسب زعمه.
وقد تكلّل كلّ ذلك باتصال «دافئ جدًّا» بين رئيس الوزراء الصهيونيّ «بنيامين نتنياهو» و«حمد بن عيسى» لفت فيه نتنياهو إلى أنّ هذا الاتفاق يقضي بإقامة سلام رسميّ وعلاقات دبلوماسيّة كاملة بين النظام والصهاينة، وأنّه سيكون سلامًا حارًا وسلامًا اقتصاديًا، علاوة على السلام السياسيّ، كما أوضح أنّ الحركة ستكون نشطة جدًا من الرحلات الجويّة بين الكيان الصهيونيّ والبحرين، زاعمًا أنّ الحماسة الكبيرة التي تسود «الكيان الصهيونيّ» يقابَل بحماسة كبيرة في البحرين والإمارات عند المواطنين هناك، وفق ادّعائه.