أكّد الفقيه القائد آية الله الشيخ عيسى قاسم أنّ كلّ الأنظمة العربيّة الرسمية الحاكمة ممن أقدم على التطبيع مع العدو الإسرائيلي أو سيقدم، تعرف أنّ هذا التطبيع على خلاف الإرادة التشريعية لله تعالى، وإرادة شعوب الأمّة، موضحًا أنّه يمثل استجابة للإرادة الأمريكيّة والإسرائيليّة معًا، وهذه الحكومات ومنها الإمارات والنظام الخليفيّ على علم بإضراره البالغ بالأمَّة، وبالعداء الإسرائيليّ والأمريكيّ لها.
واستنكر في بيان لسماحته اليوم السبت 12 سبتمبر/ أيلول 2020 هذا التطبيع مشدّدًا على أنّه مرفوض اليوم من شعوب الأمة وسيسقط حتمًا غداً لو قام على قدمٍ اليوم، وذلك عندما تعرض الشعوب الوزن المؤثر لإرادتها، وتتفعل هذه الإرادة لقوّتها وحاكميّتها.
وهذا نصّ البيان:
آية الله قاسم: التطبيع شؤمُ ونذير شرٍّ
بسم الله الرحمن الرحيم
يعرف كلٌّ من الأنظمة العربيّة الرسمية الحاكمة ممن أقدم أو يقدم على التطبيع مع العدو الإسرائيلي أن هذا التطبيع على خلاف الإرادة التشريعية لله تعالى، وكذلك لإرادة شعوب الأمة، وأنّه يمثل استجابة للإرادة الأمريكية والإسرائيلية معاً، وهي على علم بإضراره البالغ بالأمَّة، وبالعداء الإسرائيلي والأمريكي لها.
وليس هذا إلا لعدم الرغبة مطلقاً في العدل مع الشعوب وحب الاستئثار بكامل الحكم وما يتيح لها من امتيازات وفرص، ولما تراه من كون الانصياع للإرادة الأمريكية والإسرائيلية المضادة للأمّة ودينها متيحاً لها إحكام القبضة على الشعوب وإخماد أنفاسها.
وأنظمة من النوع الذي يضاد في إرادته إرادة الشعوب، ويصمّم على الاستئثار بخيرات البلاد، والتحكم المطلق في الناس، وإسقاط فكرهم، لايمكن إلاّ أن يعمل على إضعاف المحكومين، وتهميش وجودهم، وإذلالهم، وفرقتهم، ومطاردة أسباب النهضة لهم.
والشعب الذي يراد له أن يقاد قود الغنم والبقر والثيران في كل من سياسة بلده الداخلية والخارجية لابد أن يُعمل على إسقاط إرادته، وسلب ما بيده، وإنهاكه على الأقل، وإشغاله بأزماته إلى الحدّ الذي يحسب أنّه لا يسبب الانفجار من داخله.
والتطبيع شؤمٌ ونذير شرٍّ مستطير على الدِّين والأمة.
ومن يعمل على إضعافك لا يمكن أن تعتمده في نهوضك، ومن يعمل على إغراقك في المشاكل لا يعمل على إنقاذك منها.
والنّهوض من الأوضاع المتردّية يحتاج إلى جهود مضنية، وهذا ما يحتاج إلى صبر شديد.
ومن صعب عليه الصّعود من أرض الذّل والهوان إلى سماء العزّ والكرامة لِكون متاعبه كبيرة لم يفارق ذلّه.
ولا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
ويوم أن تبني شعوب الأمة نفسها فتكون شيئاً له وزنه لا يمكن إهمالها من سياسة بلدها وغيره، ولابد أن تُحترم إرادتها في شؤون أوطانها في كل من سياستها الداخلية والخارجية.
والتطبيع المرفوض اليوم من شعوب الأمة سيسقط حتماً غداً لو قام على قدمٍ اليوم، وذلك عندما تعرض الشعوب الوزن المؤثر لإرادتها، وتتفعل هذه الإرادة لقوتها وحاكميتها.
أمس الإمارات واليوم البحرين وغداً بلد ثالث ورابع في مستنقع التطبيع وإثمه الكبير، والسبب أنّ هناك افتراقاً عظيماً بين الحاكمين والمحكومين في الفكر والنفسية والهدف والمصالح، وهناك هزيمة نفسية تعيشها الحكومات ويراد فرضها على الشعوب، وعلى الشعوب أن تقاوم هذه الهزيمة.
والسلام على من اتبع الهدى.
عيسى أحمد قاسم
12 سبتمبر 2020