قال أستاذ الدراسات العليا في الحوزة العلمية فضيلة الشيخ أسد قصير، أنّ في تاريخنا الإسلامي أعلامٌ ورجالٌ لهم دور محوري في النهضة الحسينية، ولا بد أن نستمدّ منهم البطولة والتضحية، مشيراً إلى شخصية سيدنا العباس بن علي (ع) التي احتلت اهتماماً واسعاً من قبل أئمة أهل البيت (ع) لأهمية القضية التي كان العباس أحد أقطابها ورجالاتها البارزين، حتى جعلوه من أهم الشخصيات البارزة في سيرتهم ومشروعهم الرسالي، فقد أضحت شخصية العباس من أهم دواعي الاعتزاز التي يفتخر بها المخلصون الاوفياء، الذين يبحثون عن قدوتهم في هذا الشأن.
مضيفاً في برنامج نفحات حسينية التي أعدّه ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير في الموسم العاشورائي، أن العبّاس عليه السلام أبدى في يوم الطف من الصمود الهائل، والإرادة الصلبة ما يفوق الوصف، فكان برباطة جأشه، وقوّة عزيمته جيشاً لا يقهر، فقد أرعب عسكر ابن زياد، وهزمهم نفسيّاً، كما هزمهم في ميادين الحرب، فالبطولات لأبي الفضل كانت ولا تزال حديثاً للناس في مختلف العصور، لذا انّ شجاعته وسائر مواهبه ومزاياه التي تميز بها بشهادة الإمام الصادق (ع): “كان عمّنا العبّاس نافذ البصيرة، صلب الإيمان” تدعو إلى الاعتزاز والفخر ليس له وللمسلمين فحسب، وإنما لكل إنسان يدين لإنسانيته، ويخضع لقيمها الكريمة.
لقد أخذت شخصية العبّاس عليه السلام اهتمامها الواسع في أعمال المحققين، وكلمات المؤرخين، حتى انك لم تجد مؤرخا إلا وأشار إلى سيرة العباس عليه السلام تفصيلا وايجازًا، مما يمكن القول ان هذه الشخصية الملحمية فرضت نفسها على الواقع التحقيقي، وأملت المساحة التاريخية الشاسعة بالكثير من المواقف التي أذهلت الجميع.