يحثّ النظام الخليفيّ الفاقد للشرعيّة الشعبيّة الخطى نحو التطبيع مع الصهاينة محاولًا تحقيق سبق على مضمار الخيانة مع العديد من الأنظمة التي سجّلت أسماءها على لائحة المطبّعين والبائعين للقضيّة الفلسطينيّة.
وفي هذا السياق أعلن النظام الخليفيّ يوم الخميس 3 سبتمبر/ أيلول 2020 موافقته بعد النظام السعوديّ على طلب الحكومة الإماراتيّة السماح بمرور الطائرات الصهيونيّة القادمة والمغادرة من الإمارات وإليها عبر مجالها الجويّ، حيث ذكر موقع قناة روسيا اليوم إنّ «أول طائرة تابعة للكيان الصهيونيّ -حطّت أدراجها في الإمارات- عادت إلى تل أبيب قادمة من دبي يوم الخميس 3 سبتمبر/ أيلول 2020، مستخدمة أجواء البحرين والسعوديّة«، موضحًا أنّ رحلة الطائرة الإسرائيليّة المسجّلة في الخارج تمّت ليلة الجمعة، بعد أن أعلنت السعوديّة والبحرين أنّهما ستسمحان لرحلات جويّة إسرائيليّة بالمرور فوق أراضيهما.
وقد لاقت هذه الخطوة ترحيبًا من الصهاينة حيث شغلت إعلامهم، فقد ذكرت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» إنّ «البحرين قرّرت أن تحذو حذو السعوديّة في مجال الدفع بالتطبيع مع الكيان الصهيونيّ، وأن تفتح مجالها الجويّ أمام شركات الطيران التابعة لدولة الاحتلال الإسرائيليّ»، موضحة أنّ «استخدام المجال الجويّ البحرينيّ من الممكن أن يجعل الطريق من تل أبيب إلى الإمارات مباشر أكثر، ولكن فقط في حال استخدام المجال الجويّ القطريّ أيضًا».
ورأت القرار علامة على التعاون «التطبيع» مع الدولة اليهوديّة، خاصّة أنّها مثل السعودية، لا توجد علاقات دبلوماسيّة رسميّة مع الكيان الإسرائيلي حتى الآن.
وقال الكاتب الصهيونيّ «رفائيل أهرين» في مقال له إنّه «في أعقاب التقدّم السريع في عمليّة التطبيع الإسرائيليّ مع الإمارات، قامت وزارة الاستخبارات الصهيونيّة بتحليل إمكانات العلاقات المستقبليّة مع ثلاث دول إضافيّة في المنطقة، حيث وجدت أرضيّة خصبة لتعاون قويّ، خاصّة في مجالات الأمن والتجارة«، مضيفًا أنّ «الاتفاقيّة الناشئة مع الإمارات قد تفتح الباب لتطوير العلاقات مع دول خليجيّة عربية إضافية، خاصّة «عمان، البحرين، والسعودية»، وفقًا لتقرير جديد للوزارة ذكر أنّ البحرين -الجزيّرة الصغيرة التي أظهرت استعدادًا ضمنيًا للتعامل مع إسرائيل- تعاني من أزمات مختلفة، بما في ذلك الاقتصاد الراكد بسبب انخفاض أسعار النفط، ولهذا أكد باحثو الوزارة أنّ المملكة حريصة على تحويل نفسها إلى مركز إقليميّ للشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا، ولا سيّما في قطاع التكنولوجيا الماليّة، ممّا قد يخلق فرصًا لدمج الشركات الإسرائيليّة، على حدّ تعبيره.
وعن النظام السعوديّ قال الصحفي «إنّ مخاوف السعوديّة الأمنيّة تتوافق بشكل وثيق مع مخاوف إسرائيل، ممّا يمهّد الطريق للتعاون، والتي قد تكون بمثابة أساس للتعاون العسكريّ والاستخباراتيّ في إطار ثنائيّ أو كجزء من تحالفات إقليميّة»- وفق تعبيره، لافتًا إلى سياسة محمد بن سلمان التي شهدت «انفتاحًا متزايدًا تجاه إسرائيل»، واستعداده لفتح المجال الجويّ السعوديّ أمام طائرات الخطوط الجويّة الهنديّة في طريقها إلى تل أبيب، ودعمه لما يسمّى بصفقة القرن التي قدّمها الرئيس الأمريكيّ «دونالد ترامب».
وكان ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير قد أكّد أنّ شعب البحرين بمختلف أطيافه وفئاته يرفض رفضًا قاطعًا وحاسمًا أيّ خطوة تطبيعيّة مع الكيان الصهيونيّ، إيمانًا منه بعدالة القضيّة المركزيّة للأمّة (القدس الشريف) ومشروعيّتها، ودعا إلى سلسلة نشاطات ميدانيّة وثقافيّة ونسويّة متعدّدة خلال الأيام والأسابيع المقبلة تعبيرًا عن هذا الرفض القاطع لجريمة التطبيع مع الصهاينة.