بسم الله الرحمن الرحيم
مع اقتراب الانتخابات الأمريكيّة المقررة في مطلع شهر نوفمبر 2020 ، يتواصل السباق المحموم إلى عقد صفقات تطبيعيّة مع الكيان الصهيونيّ خدمة لرصيد الرئيس الأمريكيّ «دونالد ترامب» الانتخابيّ، وذلك بانسلاخٍ كامل لبعض الأنظمة العربيّة من قيم العروبة والإسلام، بل من المبادئ التي طالما ردّدتها وتغنّت بها في المحافل الدوليّة.
إنّ الخطوة الإجراميّة الخطرة والشنيعة التي أقدم عليها المدعوّ «محمد بن زايد» باسم دولة الإمارات العربيّة المتحدة ستشجع الكيان الصهيونيّ على ارتكاب المزيد من الجرائم الفظيعة بحقّ إخوتنا الفلسطينيّين، وهو يتحمّل مسؤوليّة التداعيات الخطرة التي ستلقي بظلالها على الداخل الفلسطينيّ، والأمن القوميّ العربيّ، وأمن دول الخليج والمنطقة على الخصوص، ونحنُ نؤكّد أنّ هذه الخطوة ترفضها شعوب الخليج والشعب الإماراتيّ الشقيق، وما الاعتقالات السريّة التي بدأها جهاز أمن الدولة في الإمارات، والتي طالت العديد من المواطنين الإماراتيّين الرافضين لاتفاق عار التطبيع، إلّا دليلٌ على موقف الشعوب المناهض والرافض لأيّ خطوة تطبيعيّة مع الكيان الصهيونيّ الارهابيّ المجرم.
وفي ظلّ تسابق دول خليجيّة أخرى إلى ارتكاب خيانات جديدة بحقّ الأمّة (امتثالًا لأوامر ترامب) عبر ركوبها قطار العار تمهيدًا لإبرام صفقات تطبيعيّة مع الكيان الصهيونيّ، نودُّ تأكيد الآتي:
أوّلًا: شعب البحرين بمختلف أطيافه وفئاته عبّر مرارًا وتكرارًا عن رفضه القاطع والحاسم لأيّ خطوة تطبيعيّة مع الكيان الصهيونيّ، صغيرة كانت أم كبيرة، وعلى أيّ مستوى من المستويات، فشعبنا مؤمنٌ بعدالة القضيّة المركزيّة للأمّة (القدس الشريف) ومشروعيّتها، ولشعبنا قصب السبق في الدفاع عن القدس الشريف منذُ عشرات السنين ومقاطعة كلّ ما هو صهيونيّ، وقد قدّم على هذا الطريق قربانًا لتحرير أولى القبلتين خلال تظاهرة كبيرة بالقرب من أسوار السفارة الأمريكيّة عام 2002، وهو الشهيد المجاهد «محمد جمعة»، فهكذا شعبٌ، مستعدّ للتضحية للدفاعِ عن قيمه ومقدّساته ومبادئه، لن يساوم في يومٍ من الأيام على قضيّة القدس الشريف ولن يرضى ببيعها في مزادات ترامب وأمثاله.
ثانيًا: إنّ هرولة النظام الخليفيّ الفاقد للشرعيّة لإبرام صفقة تطبيعيّة مع الكيان الصهيونيّ تكشف انفصاله الكامل عن أبناء الشعب، وهو بذلك يُعزّز من عزلته الشعبيّة، ويُرسّخ قناعة الجماهير بضرورة نيل حقّها في تقرير المصير والانتقال نحو بناءِ نظامٍ حرٍّ جديد يُمثلُ تطلّعاتها وموقفها الحقيقيّ من سائر قضايا الأمّة وفي طليعتها قضيّة القدس الشريف.
ثالثًا: لن يسمح أبناء شعبنا بمختلف أطيافه وتوجّهاته بأن تكون أرض البحرين موطئ قدم لأيّ صهيونيّ، وسيقاومون بشتى الوسائل أيّ خطوة تطبيعيّة مع الكيان الصهيونيّ قد يقدم عليها النظام الخليفيّ الفاقد للشرعيّة، فأرض البحرين الطاهرة ترفضُ أن يدنّسها الصهاينة المجرمين قتلة الأطفال والنساء والشيوخ، وهذا الموقف الشعبيّ المقاوم للتطبيع لا يحتاجُ إلى تحريض بل هو تلقائيٌ وذاتيّ في مواجهة كلّ ما يمسّ قيم الشعب وعقائده ومقدّساته وقضيّته المركزية بصلة.
رابعًا: التعبير عن الموقف المقاوم والرافض لأيّ خطوة تطبيعيّة مع الكيان الصهيونيّ بات أمرًا واضحًا وواسعًا في مختلف أرجاء وطننا الحبيب، وإنّنا في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير على موعدٍ مع أبناء شعبنا بنشاطاتٍ ميدانيّة وثقافيّة ونسويّة متعدّدة خلال الأيام والأسابيع المقبلة تعبيرًا عن هذا الرفض القاطع لجريمة التطبيع مع الصهاينة، فلسنا من نقبل بيع القدس الشريف والتفريط في قضيّة الأمّة الأولى.
ختامًا: إنّ كلِّ نظامٍ فاسد يسعى إلى تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيونيّ هو شريكٌ أساسي في كلِّ جريمة يرتكبها المحتلّ الصهيونيّ المتوحش سواءً في فلسطين أم سوريا أم لبنان أم أيّ شبرٍ عربيّ وإسلاميّ، وعلى الشعوب الحرّة أن تكون مستعدّة لمقاومة جرائم التطبيع وإعلان البراءة من كلِّ نظامٍ ينسلخ عن القيم والمبادئ ويطبّع علاقاته مع الصهاينة المجرمين، ونحنُ على ثقة بأنّ إرادة الشعوب هي المنتصرة في نهاية المطاف، وما النصرُ إلّا من عند الله.
ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الإثنين 31 أغسطس/ آب 2020
البحرين المحتلّة