حفاظًا على ماء وجهه، بعدما أثبتت الجماهير الحسينيّة في البحرين قدرتها على إحياء عاشوراء بتنظيم لفت أنظار العالم إليه، مع التزامها الشديد بالإجراءات الوقائيّة والبروتوكولات الصحيّة، اضطر النظام الخليفيّ صاغرًا إلى إعلان موافقته على إحياء هذا الموسم.
فقد أصدر ما يسمّى الفريق الطبي للتصدّي لفيروس كورونا التابع للكيان الخليفيّ يوم الأربعاء 26 أغسطس/ آب 2020 (6 محرّم 1442هـ) قرارًا بموافقته على إقامة المجالس والمواكب الحسينيّة في البحرين خارج المآتم والعزاء في المحيط وفق الإجراءات الاحترازيّة.
وشدّد القرار على «جلوس الحضور، أثناء قراءة الخطيب، على كراسي خارج المأتم، في صفوف متباعدة، وأن يلتزم الحضور بالعزاء في أماكنهم، وإذا رأت هيئة المواكب الحسينيّة أو القائمون على المآتم أو اللجان التنظيميّة المعنيّة إمكانيّة عمل موكب حسينيّ، يكون ذلك في محيط المأتم، مع الالتزام بالتباعد الاجتماعيّ، لضمان صحّة وسلامة المشاركين، مع تطبيق الاحترازات المطلوبة، وبمتابعة من لجان المأتم»، مع عدم السماح بدخول الأطفال وكبار السنّ وأصحاب الأمراض المزمنة، وأن يلتزم بالعزاء في مناطقهم وفي مآتمهم المحدّدة، بحسب ما جاء في القرار، وهي التوصيات نفسها التي صدرت عن كبار العلماء وائتلاف شباب ثورة 14 فبراير في بياناتهم قبل بدء عاشوراء.
وقد جاء هذا القرار الذي التزمت بمضامينه الجماهير المعزّية قبل صدوره إيمانًا منها بضرورة المحافظة على سلامة المواطنين، حيث تجلّى هذا الالتزام بأبهى صورٍ عكست وعي الشعب البحرانيّ وتطبيقه البروتوكولات الصحيّة الدوليّة المتعلقة بالتجمعات في ظلّ جائحة كورونا، إذ يجلس المعزّون في الساحات الخارجيّة للمآتم وتسيّر المواكب في المناطق ضمن التباعد الاجتماعي والالتزام بالكمامات وتنظيم محكم، مع انتشار اليافطات التوعوية فيها حفاظًا على الإجراءات الاحترازيّة.
تجدر الإشارة إلى أنّ ائتلاف 14 فبراير قد حذّر النظام الخليفيّ في حال أصرّ على التدخّل في شؤون الإحياء العاشورائيّ والاعتداء عليها، فهو المسؤول الأوّل عن أيّ تداعيات قد تنتج إزاء ذلك، مؤكّدًا أنّه في حال استمرّ التضييق على إدارات المآتم ومحاصرتها أمنيًّا، سيكون من الطبيعي تشكيل لجان عاشورائيّة في كلّ المناطق تكون رديفة لإدارات المآتم ولكنّها مستقلّة إداريًّا، وتتولى إدارة الإحياء العاشورائيّ في الساحات المفتوحة، وتأخذ على عاتقها تنظيم الإجراءات الاحترازيّة والتدابير الوقائية المعتمدة في التجمعات وفق ما صدر عن المختصين في الجانب الطبّي.