بسم الله الرحمن الرحيم
{ ذلك وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}
ها قد هلّ هلال شهر محرم الحرام من جديد، وهو الشهر الذي نُجدّد فيه عهدنا وميثاقنا مرةً أخرى مع الإمام الحُسين «ع»، وننهلُ من فيض عطاء الملحمة الحسينيّة الدروس والعبر، ومن معين سيّد الشهداء «ع»، ومن معركة الطفّ ما يروي قلوبنا العطشى، لتحيا أرواحنا من جديد بالقيم الحُسينيّة والمفاهيم العاشورائيّة.
وإذ نعزّي الأمّة الإسلاميّة جمعاء وشعبنا البحرانيّ الأبي بهذه الذكرى الأليمة، ونظرًا إلى ما تشهدهُ مراسم الإحياء العاشورائيّ داخل البحرين من تدخّلاتٍ مرفوضة يسلكها النظام الخليفيّ، نودُّ تأكيد الآتي:
أوّلاً: إنّ ما جرى في ليلة الحادي من محرم في غالبيّة مناطق البحرين، من انطلاق مواكب العزاء وفق التدابير الصحيّة هو الأمر الطبيعي والمتوقع من شعبٍ أصيل وواعٍ وعاشقٍ لسيّد الشهداء الإمام الحسين «ع» وثابت على نهجه الشرعيّ، وهنا نُشدّد على مزيد من الالتزام الكامل بكافة البروتوكولات الصحيّة المتعلقة بالتجمعات، ففي ذلك يتحقق النجاح المتكامل في الإحياء العاشورائيّ.
ثانيًا: على النظام الخليفي أن يبتعد كليًّا عن التدخّل في شؤون الإحياء العاشورائيّ، فلا وصاية له على الحُسينيّات، كما يجدر به عدم التضييق على إدارات المآتم التي تمتلك القدرة على إدارة شؤون الإحياء العاشورائيّ وفق الاحترازات والتدابير الصحيّة، والرؤية العلمائيّة الواضحة في هذا الشأن، غير أنّها محاصرة بالقرارات الأمنيّة البعيدة كلّ البُعد عن القرارات الطبيّة الواضحة.
ثالثًا: في حال أصرّ النظام الخليفيّ على التدخّل في شؤون الإحياء العاشورائيّ والاعتداء عليها، فهو المسؤول الأوّل عن أيّ تداعيات قد تنتج إزاء ذلك، وفي حال استمرّ التضييق على إدارات المآتم ومحاصرتها أمنيًّا، سيكون من الطبيعي تشكيل لجان عاشورائيّة في كلّ المناطق تكون رديفة لإدارات المآتم ولكنّها مستقلّة إداريًّا، وتتولى إدارة الإحياء العاشورائيّ في الساحات المفتوحة، وتأخذ على عاتقها تنظيم الإجراءات الاحترازيّة والتدابير الوقائية المعتمدة في التجمعات وفق ما صدر عن المختصين في الجانب الطبّي.
ختامًا: نتوجّه في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير بالتحيّة للجمهور الحسينيّ الذي استقبل الموسم العاشورائيّ بحماسة حسينيّة معهودة وبوعي كبير وإدراك واسع بالتدابير الصحيّة اللازمة وتطبيق التباعد الاجتماعيّ، فإنّ وعينا الحسينيّ يقود موكبنا ومسيرتنا، وعقيدتنا بهذه الشعائر الحسينيّة لا يمكن أن تضعف أو تقلّ؛ فشعبنا منذ القدم كان يمثّل النموذج الحسينيّ العقائديّ الواعيّ ولا يزال.
صادر عن : ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الجمعة 21 أغسطس 2020 م الموافق 1 محرم الحرام 1442 هـ
المنامة – البحرين المحتلة