رأى ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير أنّ قرار النظام الخليفيّ بمنع الإحياء العاشورائيّ هو إعلان حرب صريحة على الإمام الحُسين «ع»، لافتًا إلى أنّ هذا الأمر تكرّر في السنوات الماضية عبر إزالة الرايات الحسينيّة والمظاهر العاشورائيّة بغضًا لكلِّ ما يمُتّ للشعائر الحُسينيّة بصلة، أمّا اليوم فهو يستغلّ جائحة كورونا متخفيًا خلف ستارها، على الرغم من فتحهِ جميع المرافق العامّة في البلاد.
وشدّد في بيان له يوم السبت 15 أغسطس/ آب 2020 على لزوم الدفاع عن المراسم العاشورائيّة؛ حيث دعا إلى التعاطي الحذر (في الأطر الشرعيّة) مع إدارة الأوقاف الجعفريّة، فهي الوجه الآخر لوزارة الداخليّة الخليفيّة بتشكيلتها الحاليّة، فبينما وزارة الداخليّة تستخدم أسلوب التهديد والوعيد وتستدعي رؤساء المآتم وتُبلّغهم قرارها بمنع فتح المآتم نهائيًا في شهرَي محرم وصفر، تستخدم إدارة الأوقاف الجعفريّة الأسلوب الناعم بموافقتها على فتح المآتم شريطة أن يقتصر الحضور على الخطيب وفريق البثّ المباشر وذلك لمدّة 20 دقيقة، وحثّ في هذا السياق رؤساء المآتم على التمسّك بالإحياء العاشورائيّ المقترن بالإجراءات الصحيّة المشدّدة وفق ما جاء في بيان كبار العلماء، وعبر الالتزام بالبروتوكولات الوقائيّة التي حدّدتها منظّمة الصحّة العالميّة فيما يتعلق بالتعايش مع الجائحة.
كما دعا إلى تكثيف المظاهر العاشورائيّة في كافّة مدن البحرين وبلداتها، ورفع الرايات الحُسينيّة ولا سيّما في المنافذ الرئيسة للمناطق والبلدات، مهيبًا بالأهالي والشباب للاستعداد التامّ للتصدّي لأيِّ اعتداءٍ آثم على الرايات الحُسينيّة.
ونوّه ائتلاف 14 فبراير إلى ضرورة الالتفات جيّدًا إلى نيّات النظام المخبّأة والتي يستغلّها عبر التلويح بأنّ التجمّعات العاشورائيّة وعدم التباعد الاجتماعيّ فيها من أسباب ازدياد نسبة الإصابات بالفيروس وفق ما يشيعه عبر إعلامه المأجور، بينما هو من بادر إلى فتح المجمّعات والصالات الرياضية وغيرها من المرافق العامة التي تشهدُ كثافة في الحضور، في تناقضٍ فاضح لمزاعمه، مشدّدًا على مراعاة كلّ السبل الوقائيّة والالتزام بالمعايير الصحيّة والتعاون التامّ مع اللجان الصحيّة التي يجب أن تُشكّل في كلِّ مأتم من مآتم مدن البحرين وبلداتها خلال إحياء هذا الموسم.
ولرؤساء المآتم، وجّه كلمة قائلًا «إنّكم اليوم تحملون مسؤوليّة شرعيّة ثقيلة جدًّا، وأنتم أمام امتحان صعب للغاية، فالحُسين «ع» هو مدرسة للصبر والاستقامة والثبات، فلا يصحّ أن نخضع لظلم ظالم ونحنُ ننادي لبّيك يا حسين، ولا يصحّ أن نرضخ للضغوطات غير المشروعة التي تحاول منعنا من إحياء ملحمة الطفّ العظيمة، وقد صدر توجيه العلماء واضحًا وجليًّا في هذه المسألة، وحريٌ بنا أن نتقيّد بالرؤية العلمائيّة« .
وختم البيان بتأكيد أنّ إحياء الموسم العاشورائيّ في البحرين وفق الضوابط الصحيّة الصارمة هو الأمر الذي تسالم عليه العلماء وأصحاب الخبرة في المجال الطبيّ، معربًا عن رفضه اتخاذ النظام أيّ إجراءٍ ضدّ إحياء الموسم العاشورائي، معتبرًا ذلك إجراءً عدوانيًّا يتطلّب مواجهته بصرامة.