بسم الله الرحمن الرحيم
يحتفي اليوم شعب البحرين بالذكرى التاسعة والأربعين لجلاء إحدى أطول مراحل الاستعمار وأعقدها في المنطقة، وهي حقبة الاستعمار البريطانيّ الذي ما زال امتداده قائمًا وآثاره موجودة بأسبابها ودوافعها القديمة الجديدة، وهي ضرب السيادة والاستقلاليّة المحروم منها شعبنا عبر تسليط حكّام آل خليفة على رقاب أبنائه، وهم الذين يعملون ليلاً نهارًا على إفراغ سيادة الأرض والقرار من كلّ المضامين؛ في محاولة للحفاظ على حكمهم الجائر المتهاوي.
لقد خلّف الاستعمار تاريخًا من الاستبداد والدم، استمرّ إلى يومنا هذا، وتفاقم عبر إنشاء القاعدة العسكريّة البريطانيّة في البحرين التي أتاحت رجوع القوّات البريطانيّة الاستعماريّة من جديد، وبأعداد أكبر، متمسّكة بفكرة احتلال البحرين التي لا تزال تنخر في عظام كلّ حكومات بريطانيا.
ولا غرابة في أن يكشف مستشار الاحتلال البريطانيّ للبحرين «تشارلز بلغريف» في مذكّراته عن تعذيب البريطانيّين للمعتقلين السياسيّين البحرانيّين المطالبين بإنهاء هذا الاحتلال منذ عشرينيّات القرن الماضي، وكان أحد مصاديق ذلك ضابط الاستعمار البريطانيّ الجلّاد «إيان هندرسون».
في ذكرى استقلال بحريننا، رسالتنا في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير للحكومة البريطانيّة هي «أنّه يجب عليها عمل مراجعة تاريخيّة لسياساتها الخارجيّة والاستعماريّة في البحرين، ووقف كلّ أشكال الدعم السياسيّ والعسكريّ والأمنيّ للنظام الديكتاتوريّ الخليفيّ الحاكم الذي، عبر هذا الدعم، يقمع الشعب ويصادر قراره، حتى لا تكون بريطانيا شريكًا في هذا الدم النازف يوميًّا على هذه الأرض».
في 14 أغسطس نهنّئ شعبنا الأبيّ بعيد استقلاله الحقيقيّ الذي يجهد الخليفيّ في إخفائه خدمة لمصلحته، وهو اليوم الذي خُطّ بدماء الآباء والأجداد عبر نضالهم الطويل ضدّ الاستعمار، ونؤكّد المضي قدمًا نحو انتزاع السيادة الكاملة على كلّ شبر من أرضنا، وكذلك قرارنا السياسي السيادي.
المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الجمعة 14 أغسطس/ آب 2020 م