شدّد سماحة الفقيه القائد آية الله الشيخ عيسى قاسم على ضرورة التكاتف والترابط من أجل مساندة لبنان وشعبه إثر فاجعة التفجير في مرفأ بيروت.
وقال سماحته في بيان يوم الخميس 6 أغسطس/ آب 2020 إنّ أيّ مجتمع قويّ قد يضعف أمام شدّة من شدائد الزمن، وهو ما يوجب عدم التخلّي عنه.
وأضاف «والهول الهائل العنيف الذي واجه به الانفجار المزلزل المدمّر الإخوة اللبنانيين اختبار جدّي لما بقي في هذا العالم من ضمير ديني وإنساني، وتذكّر للقيم وكرامة الإنسان»، داعيًا المجتمع البشريّ إلى التكاتف والتعاون من أجل إعادة لبنان وأهله إلى فضاء العافية.
وهذا نصّ البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
هول واختبار
لولا الترابط الكوني لانهدم الكون، ولولا الترابط في أي مجتمع بشري لما بقي مجتمع، ولو حلّ التقاطع الكامل محل الترابط بين المجتمعات البشرية لتصدع وضع الحياة.
وما من مجتمع قوي إلا وتضعف امكاناته أمام شدائد من شدائد الزمن، ولو تخلَّى الناس عن بعضهم البعض في الشدائد المدمرة الكبرى لسقط في كل يوم مجتمع، وفي كل يوم نُسي قوم.
وأكبر وأقوى بلد في العالم قد يحتاج إلى هبّة من الآخرين لانقاذه من آثار هول من الأهوال العاتية القاصمة التي تنسيه قوته، وتطيح بالكثير من امكاناته.
والهول الهائل العنيف الذي واجه به الانفجار المزلزل المدمّر الإخوة اللبنانيين اختبار جدّي لما بقي في هذا العالم من ضمير ديني وإنساني، وتذكّر للقيم وكرامة الإنسان.
وإذا لم يدفع مثل هذا الحادث الخطير العظيم المجتمع البشري للتعاون على تخفيف كل الآثار الضارّة للحادث، والمواساة العملية، والتكاتف من أجل إعادة لبنان وأهله إلى فضاء العافية فإنّ معنى ذلك أن عودة الإنسان إلى إنسانيته صارت صعبة جداً وبعيدة جداً، وأنّ انحلال المجتمع البشري وصل إلى حدّ مخيف، والذي شواهده القائمة متعددة في غياب الحالة الأخلاقية التي لا قيام للحياة إلا بها.
عيسى أحمد قاسم
٦ أغسطس ٢٠٢٠