استذكر مجموعة من الباحثين والمؤرخين خلال ندوة علمية بصنعاء بمناسبة مئوية مجزرة تنومة وسدوان التي راح ضحيّتها ما يقارب ثلاثة آلاف حاج يمني، مؤكدين أنّها كانت مؤامرة بريطانية-سعودية وجريمة بشعة لا تسقط بالتقادم.
وأشار الباحثون خلال الندوة التي نظمها مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية اليمني إلى دور المؤرخين والباحثين والكتّاب الموالين للسعودية في تزييف ذاكرة الأمّة، وتغيير الوقائع والأحداث المتعلقة بتأريخ الدولة السعوديّة، وإلى دور بريطانيا في مجزرة تنومة والتي عمدّت إلى إذكائها في مستهل صياغتها لخطط تشكيل الوطن العربي، بما في ذلك الجزيرة العربية على أساس سياسة التقسيم إثر التحولات التي شهدها الربع الأول من القرن العشرين، وسلسلة الأحداث والمتغيرات، منها إنهاء الحكم العثماني ووعد بلفور لاحتلال فلسطين.
وطرح المجتمعون ثلاثة أسباب لارتكاب مجزرة تنومة من خلال الجانب العقائدي للفكر الوهابي القائم على مبدأ التكفير، والجانب السياسي المرتبط ببريطانيا وسياستها في الوطن العرب، خاصة خلال الربع الأول من القرن العشرين، والذي سعت من خلاله بريطانيا إلى تمكين آل سعود من السيطرة على نجد والحجاز، وفرض هيمتنها على الجزيرة العربية بالتزامن مع نشأة الكيان الصهيوني.