بسم الله الرحمن الرحيم
تمرّ على العالم في السادس والعشرين من يونيو من كلّ عام مناسبة اليوم الدوليّ لمساندة ضحايا التعذيب، وتبرز معاناة معتقلي الرأي في البحرين ومظلوميّة على سطح هذا الحدث الدوليّ نظرًا إلى معاناة الآلاف منهم في السجون ومكاتب التعذيب الخليفيّة.
هذه المعاناة الأليمة جاءت نتيجة لقتل الخليفيّين لأيّ عملية سياسيّة تنصف الشعب وتستجيب لمطالبه، ما أزّم المشهد وعقّد الحلّ السياسيّ في البحرين، خاصةً أنّ هذه الانتهاكات الوحشيّة لم تكسر إرادة أي سجين سياسيّ حرّ ولا عزيمته، ولم تُخضع الشعب الطامح إلى استقلاله وتقرير مصيره.
ولهذا يبقى الحكم الخليفيّ المسؤول المباشر عن هذه الكارثة الإنسانيّة التي أودت بحياة المئات من الرجال والنساء والأطفال من شعب البحرين نتيجة التعذيب الوحشيّ اليوميّ والممنهج الذي طالهم، وقد وثّقت آلاف الحالات منذ عشرات السنين ومنها ما جرى على ضحيّة التعذيب الشهيد جميل العلي «رضوان الله تعالى عليه» الذي استشهد في تاريخ 9 مايو/ أيار سنة 1980 بعد أيام من التعذيب المميت من كًي لأجزاء من جسده وحرقها، وحفر أجزاء أخرى بالمثقاب الكهربائي.
وتتحمّل الدول الحليفة للنظام الخليفي وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا المسؤولية المباشرة مع النظام عن هذه الجرائم، وذلك عبر تأمين الغطاء السياسي المدفوع ثمنه لشراء صمت المجتمع الدولي عن محاكمة الخليفيين المعذبين بغضّ النظر عن سياسة التعذيب الممنهج في البحرين، وكذلك عبر الدعم العسكري والتدريب على أنواع التعذيب داخل السجون، والذي عبّر عنه وزير التعذيب الخليفي راشد آل خليفة في الذكرى المئوية الأولى لما يسمّى التدريب البريطاني لشرطة نظامه المارق ومرتزقته ليفتكوا بأرواح الأبرياء.
إنّنا نؤكد في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير لضحايا التعذيب وذويهم أنّنا لن نتنازل عن المطالبة بالقصاص العادل ممن ارتكبوا هذه الجرائم والجنايات الشنيعة بحقهم، ولن تسقط كلّ هذه القضايا بتقادم الزمن، ولا بدّ من يوم يتحقّق فيه العقاب والقصاص العادل من كلّ من أجرم وظلم هذا الوطن، وذلك اليوم لن يكون بعيدًا.
المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الجمعة 26 يونيو/ حزيران 2020