قال مصدر رسميّ في وزارة الخارجيّة والمغتربين في سوريا بتصريح لوكالة «سانا» إنّ الحزمة الأولى من الإجراءات الأمريكيّة ضدّ سورية تنفيذًا لما يسمى قانون «قيصر» تكشف تجاوز الإدارة الأمريكيّة لكلّ القوانين والأعراف الدوليّة والمستوى الذي انحدر إليه مسؤولو هذه الإدارة ليلامس سلوكيّات العصابات وقطاع الطرق.
ورأى المصدر حديث الإدارة الأمريكيّة عن حقوق الإنسان في سورية يتجاوز أبشع أشكال الكذب والنفاق وتكذّبه سياساتها في دعم الإرهاب الذي سفك دماء السوريّين ودمّر منجزاتهم، ويأتي تصعيد العقوبات على الشعب السوريّ ليضيف بعدًا وشكلًا جديدًا لهذا الإرهاب ومحاولة لتعويم مشروعها المترنح وهزيمة أدواتها من الإرهابيّين، إضافة إلى أنّها آخر من يحقّ له التشدّق بالحديث عن حقوق الإنسان؛ فهي تطارد مواطنيها في مختلف شوارع ولاياتها وتقتل الناس بدم بارد وتمارس أبشع أشكال التمييز العنصري في استنساخ لجرائم آبائها المؤسّسين ضدّ سكّان البلاد الأصليين.
وأكّد أنّ الشعب السوري وجيشه الباسل الذي أجهض بصموده الأسطوري وملاحمه البطولية المشروع الأمريكي دفاعًا عن سيادة سورية ووحدتها أرضًا وشعبًا لن يسمحا لمحترفي الإجرام الأسود في البيت الأبيض بإعادة إحياء مشروعهم المندحر، وسيواجه هذا الشعب عقوباتهم بالعزيمة نفسها التي هزم بها أدوات أمريكا من المجموعات الإرهابية، ولن ينخدع أحد بحرص ترامب ومسؤولي إدارته على السوريين لأن أهدافهم مفضوحة كما هي حال سياساتهم التي تزرع الموت والدمار وعدم الاستقرار خدمة لمصالح «إسرائيل» في المنطقة.
وأدان المتحدث باسم الخارجية الإيرانيّة «عباس موسوي» وضع قانون قيصر ضدّ سوريا قيد التنفيذ لمخالفته للقوانين الدوليّة، مؤكّدًا أنّ إيران تعدّ هذه العقوبات ظالمة وأحادية وإرهابًا اقتصاديًّا ضد الشعب السوري وتهدف لزعزعة استقرار سوريا، وشدّد على أنّ وضع هكذا عقوبات غير إنسانية في ظلّ تفشي فيروس كورونا يضاعف آلام الشعب السوري ومصائبه.
ورأى سماحة الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله أنّ لجوء أمريكا إلى قانون قيصر دليل على انتصار سورية في الحرب العسكريّة والميدانيّة لأنّه آخر أسلحتها، وقال إنّ «حلفاء سوريا الذين وقفوا معها سياسيًّا وعسكريًّا لن يتخلوا عنها في مواجهة الحرب الاقتصادية ولن يسمحوا لها أن تسقط»، مؤكّدًا أنّ «المستهدف من قانون قيصر هو الشعب السوري» وعودة الحرب الأهليّة.
وأضاف سماحته أنّ الذي قدّم الدم والشهداء لتبقى سوريا موحدة ولا تخضع لأمريكا وإسرائيل لن يسمح لقانون قيصر بأن يلحق الهزيمة بسورية، داعيًا اللبنانيين إلى عدم الفرحة به لأنّه يؤذيهم كثيرًا وربما بما هو أكثر من سورية، وقال «لا يجب أن نخضع لقانون قيصر ولا يجب أن يكون الرأي الرسمي والشعبي الخضوع لهذا القانون».
وأكّد أنّ سورية في الحاضر والمستقبل تمثل الفرصة الأكبر للشركات اللبنانية للمشاركة بإعادة الإعمار، فكلّ الفرص المتاحة أمام اللبنانيين يقفلها الأمريكيّون ليسلّموا رقابهم للإسرائيليّ لكن ذلك لن يحصل، لافتًا إلى أنّ اللبنانيين وشعوب محور المقاومة يواجهون حربًا اقتصادية وعليهم أن يتحلوا بإرادة الحرب وعدم الخضوع للأمريكيّين.
وحذّرت حركة الجهاد الإسلامي من جهتها من التماهي مع المخططات الأميركية وفرض العقوبات من تكرارها مع دول أخرى لخدمة المشاريع الصهيو-أميركيّة، مستنكرة العقوبات الاقتصادية الأمريكية على سورية.
وقالت حركة الجهاد في بيان صحفي إنّ هذه العقوبات تأتي في سياق العدوان الأمريكي المتواصل ضدّ الأمّة والهادف لفرض الهيمنة وتقسيم الدول العربيّة وتفتيتها، وفي المقدمة مخطط تفتيت سورية وتجزئتها والضغط عليها للقبول بالإملاءات والشروط الأمريكيّة.