أكّد المجلس السياسيّ لائتلاف 14 فبراير إنّ ثورة الإمام الخمينيّ التي أطاحت بهيمنة الشيطان الأكبر ومرّغت غطرسته في التراب وأعادت إلى الإسلام ألقه وشموخه حتى عاد محمديُّ الوجود حسينيُّ البقاء، خمينيّ الامتداد، ما زالت تلهم الشعوب في ثوراتها على الظلم.
جاء ذلك في بيانه بمناسبة الذكرى الحادية والثلاثين لرحيل مفجّر الثورة الإسلاميّة الإمام روح الله الموسويّ الخمينيّ «قدّه» يوم الأربعاء 3 يونيو/ حزيران 2020، حيث استذكر أيّام ثورة الإمام الإسلاميّة التي رفضت خنوع الشرق وهيمنة الغرب، وبركات العزّة والإباء التي عمّت أرجاء البلاد نهضةً ونضالًا في وجه الظالمين، الذين طغوا في بطشهم الشعوب، تهميشًا وتعذيبًا وقتلًا وتشريدًا، فأصبحت أيّامهم بثورته الميمونة مُرًّا، ولم تحلُ لهم سنيّ الحكم، بعد أن نهل الأحرار من معينها العذب وانقلبوا أُباة لا يأبهون لجورهم ولا يكترثون لبطشهم، مؤكّدًا: “ها نحن سائرون على درب تلك الثورة، ولن نحيد عنها، حتى يأذن الله بتحقيق وعده في هلاك الطغاة ونصرة المظلومين، وإنّا لنرى ذلك اليوم قريبًا ويرونه بعيدًا”.
وأوضح البيان أنّ الإمام الخمينيّ «قدّه» قد رسّخ كلّ ثوابت القيم الإسلاميّة والثوريّة وحافظ على دين الله الحنيف ولم يأخذه في الله ونصرة الحقّ والمستضعفين إرجافٌ وترددٌ وخوف، وهبّ كلّ ساعة في عمره الشريف إلى خدمة دين الله وكلّ حرّ مظلوم في العالم مهما كان لونه أو جنسه، متجاوزًا بإنسانيّته كلّ الحدود المصطنعة، وعابرة للإثنيات والعنصريّات، وكانت حياته الشريفة شاهدة على مواجهة ظلم الشاه الأمريكيّ- الصهيونيّ، فقد كان واضحًا في رفضه سياسة الشاه وحكمه، ولم تأخذه في ذلك لومة لائم حيث تحمّل سنين التهجير في سبيل الله ونصرة الشعب الإيرانيّ المسلم حتى عاد بنصر الله سنة 1979م إلى طهران مؤسّسًا لدولة العدل والإسلام.
وأضاف أنّ النهج الخمينيّ القويم أسّس مفاهيم في السياسة والثورة والسلوك أصبحت جامعة ومنارة ومنهجًا عذبًا أصيلًا لكلّ المستضعفين في العالم، وأنّ هذا النهج سرعان ما ألقى بظلاله على شعوب المنطقة جمعاء، ومنها شعب البحرين المظلوم والمسفوكة دماء أبنائه على أيدي خدّام الشاه المقبور من سلالة الخليفيّين الصدّاميّين فانتفض عليهم بسلسلة ثورات شعبيّة لم تهدأ، منادية بتغيير الظلم الواقع عليه، وتمخّضت في العام 2011 بثورة شعبيّة عارمة على الحكم الخليفيّ الصهيونيّ البغيض، اسمها «ثورة 14 فبراير» انطلقت لتستمرّ وتحقّق أهدافها النبيلة في تقرير المصير مستلهمةً وعيًا وفكرًا خمينيًّا أصيلين ثبتاها على صوابيّة هدفها المشروع الذي سيؤدّي إلى زوال حتميّ لحكّام الاستبداد الخليفيّين تمامًا كما زال سيّدهم الشاه المدعوم صهيونيًّا وأمريكيًّا.
وختم المجلس السياسيّ: “ونحن يا روح الله في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير البحرانيّ تلاميذك وطلّاب نهجك، نستقي من بحر صبرك وجهادك سلوكًا وأملًا يوميًّا في ثورتنا المجيدة، فلقد كان وعيك ويقينك بنصر الله للمستضعفين في العالم وقودًا لنا في حراكنا الثوريّ في البحرين وما زال، فأنت الحاضر المربّي ولم تكن يومًا غائبًا، ونحمد الله كثيرًا على أنّه منّ على البشريّة بقائدٍ كفء مجاهد فذّ حمل الراية الخمينيّة وحمى بيضة الدين، هو سماحة وليّ أمر المسلمين الإمام علي الخامنئيّ «دام ظله الشريف» الذي بخطاه نهتدي وبثباته نمضي”.