بسم الله الرحمن الرحيم
تمرّ علينا الذكرى الحادية والثلاثون لرحيل مفجّر الثورة الإسلاميّة الإمام روح الله الموسويّ الخمينيّ «قدّه، ولا نزال نرفل في بركات ثورته العظيمة وعطايا نهضته المباركة، فكما قال سماحته: «كلّ ما لدينا من بركة عاشوراء»، نقول له: «إنّنا يا ملهم أحرار الشعوب نردّد اليوم «كلّ ما لدينا من بركات ثورتك المجيدة»، تلك الثورة التي أطاحت بهيمنة الشيطان الأكبر ومرّغت غطرسته في التراب، الثورة التي حقّق الله بها ـ جلّ شأنه ـ حلم الأنبياء»، وكما جدّد الإمام الحسين «ع» الإسلام بدمائه الطاهرة، جاء الإمام الخمينيّ فبعث الروح فيه من جديد، بعد سعي حثيث من طغاة العالم إلى قتل تلك الروح الإسلاميّة المحمديّة الحسينيّة، فها هو الإسلام اليوم في ألقه وشموخه.. محمديُّ الوجود حسينيُّ البقاء، خمينيّ الامتداد.
إنّنا، وفي هذه الذكرى، نستذكر أيّام ثورته الإسلاميّة التي رفضت خنوع الشرق وهيمنة الغرب، نستذكر بركات العزّة والإباء التي عمّت أرجاء البلاد نهضةً ونضالًا في وجه الظالمين، ملوك الطغيان، وشيوخ الشياطين، وأمراء الجور، فبعد أن استعذبوا البطش بأهلنا، تهميشًا وتعذيبًا وقتلًا وتشريدًا، أصبحت أيّامهم بثورته الميمونة مُرًّا، ولم تحلُ لهم سنيّ الحكم، بعد أن نهل الأحرار من معينها العذب وانقلبوا أُباة لا يأبهون لجورهم ولا يكترثون لبطشهم، هبّ الأحرار تلو الأحرار في ركب الثورة والتضحية دفاعًا عن شرفهم وعزّتهم وأرضهم وكرامتهم، وها نحن سائرون على درب تلك الثورة، ولن نحيد عنها، حتى يأذن الله بتحقيق وعده في هلاك الطغاة ونصرة المظلومين، وإنّا لنرى ذلك اليوم قريبًا ويرونه بعيدًا.
لقد رسّخ الإمام الخمينيّ «قدّه» كلّ ثوابت القيم الإسلاميّة والثوريّة وحافظ على دين الله الحنيف ولم يأخذه في الله ونصرة الحقّ والمستضعفين إرجافٌ وترددٌ وخوف، وهبّ كلّ ساعة في عمره الشريف إلى خدمة دين الله وكلّ حرّ مظلوم في العالم مهما كان لونه أو جنسه، متجاوزًا بإنسانيّته كلّ الحدود المصطنعة، وعابرة للإثنيات والعنصريّات، وكانت حياته الشريفة شاهدة على مواجهة ظلم الشاه الأمريكيّ- الصهيونيّ، فقد كان الإمام واضحًا في رفضه سياسة الشاه المقبور وحكمه، ولم تأخذه في ذلك لومة لائم حيث تحمّل سنين التهجير في سبيل الله ونصرة الشعب الإيرانيّ المسلم حتى عاد بنصر الله سنة 1979م إلى طهران مؤسّسًا لدولة العدل والإسلام الباقية إن شاء الله إلى يوم يبعث الله العباد.
كما أسّس النهج الخمينيّ القويم مفاهيم في السياسة والثورة والسلوك أصبحت جامعة ومنارة ومنهجًا عذبًا أصيلًا لكلّ المستضعفين في العالم، هذا النهج الذي سرعان ما ألقى بظلاله على شعوب المنطقة جمعاء، ومنها شعب البحرين المظلوم والمسفوكة دماء أبنائه على أيدي خدّام الشاه المقبور من سلالة الخليفيّين الصدّاميّين الذين ضجّت الثورة الإسلاميّة الإيرانيّة مضاجعهم وهزّت عروشهم حتى يومنا الحاضر عبر سلسلة ثورات بحرانيّة شعبيّة لم تهدأ، منادية بتغيير الظلم الواقع على شعب البحرين، وتمخّضت في العام 2011 بثورة شعبيّة عارمة على الحكم الخليفيّ الصهيونيّ البغيض، اسمها «ثورة 14 فبراير» انطلقت لتستمرّ وتحقّق أهدافها النبيلة في تقرير المصير مستلهمةً وعيًا وفكرًا خمينيًّا أصيلين ثبتاها على صوابيّة هدفها المشروع الذي سيؤدّي إلى زوال حتميّ لحكّام الاستبداد الخليفيّين تمامًا كما زال سيّدهم الشاه المدعوم صهيونيًّا وأمريكيًّا.
في ذكرى رحيلك يا أيّها الإمام، لا تزال أكبر الحاضرين؛ لأنّ أثرك الطيّب لا يزال يُحيي الشعوب ويذلّ المستكبرين، وفي ذكرى رحيلك يا روح الله تستكين النفوس وتصلّي الحروف وتخشع الكلمات، ذكرك يا روح الله الخمينيّ يُلهم العزّة والكرامة والإنسانيّة، فكما قال فيك السيّد القائد الخامنئيّ «دام ظلّه الوارف»: «كان الإمام الخمينيّ رجلًا مقارعًا مكافحًا للظلم، يدعم المظلوم ويقارع الاستكبار مطالبًا بالعدالة، مناصرًا وحاميًا للمظلومين والمستضعفين»، ونحن يا روح الله في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير البحرانيّ تلاميذك وطلّاب نهجك، نستقي من بحر صبرك وجهادك سلوكًا وأملًا يوميًّا في ثورتنا المجيدة، فلقد كان وعيك ويقينك بنصر الله للمستضعفين في العالم وقودًا لنا في حراكنا الثوريّ في البحرين وما زال، فأنت الحاضر المربّي ولم تكن يومًا غائبًا، ونحمد الله كثيرًا على أنّه منّ على البشريّة بقائدٍ كفء مجاهد فذّ حمل الراية الخمينيّة وحمى بيضة الدين، هو سماحة وليّ أمر المسلمين الإمام علي الخامنئيّ «دام ظله الشريف» الذي بخطاه نهتدي وبثباته نمضي.
رحم الله الإمام روح الله الخمينيّ، وأسكنه فسيح جنّاته، ونصرنا الله بنصره، وثبّتنا على مبادئه ونهجه.
المجلس السياسيّ لائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الأربعاء 3 يونيو/ حزيران 2020
البحرين المحتلّة