بسم الله الرحمن الرحيم
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا ۚ أُولَٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [البقرة: ١١٤]
لقد كان البقيع، على مرّ العصور، موئلًا ومزارًا للمؤمنين المخلصين المتعطّشين إلى رسول الإنسانيّة العظيم وقائد مسيرة تحرير الإنسان من الجبت والطاغوت، وإلى آله الأبرار الذين واصلوا المسيرة بعده، تعبيرًا عن كلّ الاحترام والتكريم لمن صنعوا التاريخ وأقاموا صرح الإسلام العظيم، وتقديسًا لمقاماتهم الشريفة، ومنهم الأئمّة المدفونون في مقبرة البقيع الغرقد الذي أصبح مكانًا مقدّسًا تهفو القلوب نحوه وتشتاق إليه من أعماقها، تحت قبابهم النيّرة يتقرّب المحبّون إلى الله بحبّهم واستذكار آثارهم الخالدة وتضحياتهم العظيمة.
في الذكرى الـ97 لهدم أضرحة أئمّة أهل البيت: الحسن المجتبى وعليّ السجّاد ومحمّد الباقر وجعفر الصادق «عليهم السلام» على يد أرذل البشر وأكثرهم إجرامًا وإرهابًا آل سعود الوهّابيين الذين لم يراعوا حرمة رسول الله «ص» فيهم، نؤكّد أنّ البقيع سيبقى في ضمير الأمّة حاضرًا ولن يزول ما دام من ارتكب جرم هدمه جاثمًا على صدر شبه جزيرة العرب ومتحكّمًا فيها ومتسلّطًا على رقاب أهلها بقبضته الحديديّة، واثقين أنّ من أزال تلك القباب الطاهرة والمنارات الشامخة لا محالة هو زائل، لأنّ أصحاب الجباه الساجدة لله «عزّ وجلّ» والمخلصين في الدفاع عن شعائره متمسّكون ببناء ما هدمه أعوان الشيطان ولو بعد مئات السنين.
وإنّ غدًا لناظره قريب…
المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة ١٤ فبراير
السبت 30 مايو/ أيار 2020م