راحلون إلى حيث اللقاء….
من ذاك الفجر الغائب نسجوا خيوط حكايتهم…
افترشوا الأرض ليلًا وتظلّلوا نور الشمس نهارًا…
صدى دعائهم ما زال يتردّد في ذاك الميدان..
ما طاب لهم العيش وفقيههم يتهدّده المجرمون…
خلّفوا وراءهم قلوبًا ولهى مشتاقة…
تشتاق إلى كلماتهم… ضحكاتهم… نظراتهم…
تحنّ إلى ذكراهم وهم يتلون وصاياهم..
ألّا تتركوا الساحات.. ألّا تخذلوا الثورة..
وحين هووا احتضنتهم تلك الأرض التي تحنّت بدمائهم…
والوطن ردّد صرختهم:
«أيا قاتلي ما قتلتني..
إنّني حيّ في كلّ نسمة هواء.. وشعاع شمس… ونور قمر..
أنا النجم الذي لا ينطفئ…
أنا البركان المشتعل الذي سيثأر…
أنا الشهيد الذي سينبت نجيعه ألف شهيد وشهيد»..