بسم الله الرحمن الرحيم
{إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا} [الإسراء:7]
شكّل يوم 13 من شهر رمضان المبارك عام 1399هـ والذي صادف 7 أغسطس/ آب 1979م منعطفًا مهمًّا في تاريخ النضال الإسلاميّ؛ حين أدلى الراحل العظيم الإمام الخمينيّ (قدّس الله سرّه الشريف) ببيان أعلن فيه جعل يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان في كلّ عام يومًا عالميًّا للقدس الشريف، وهو ما عُرف بـ«يوم القدس العالميّ»، ليكون هذا اليوم من من كلّ عام قاعدة توّحد الأحرار وتجمع الشرفاء في العالم، ويعيد البوصلة باستمرار إلى وجهتها الصحيحة، ويذكّر دومًا بوجوب العمل لتحرير الأراضي الفلسطينيّة العزيزة وتطهيرها من دنس تركة الانتداب البريطانيّ وقذارته التي تتمثّل بالكيان الإسرائيليّ الصهيونيّ المحتلّ والمغتصب لفلسطين الحبيبة.
لقد أصبح «يوم القدس العالميّ» محطّة ثابتة لكلّ أحرار العالم يعبّرون فيها عن غضبهم ممّا يحصل لفلسطين وشعبها المقاوم، ويؤكّدون حقّ تحريرها من براثن الاحتلال، ويشدّدون على تمسّكهم بزوال الكيان الصهيونيّ واستعادة الحقّ الفلسطينيّ إلى أهله، انطلاقًا من المسؤوليّة الكبيرة للمؤمنين أمام احتلال قبلة المسلمين الثانية، وعملًا بمشروع التحرير واستعادة الأرض المغتصبة، فهذا اليوم ليس مناسبة عابرة أو طارئة لمجرّد الإشعار والتذكير بل هو يوم للعمل ومواصلة النضال.
يعيش العالم حدث «يوم القدس العالميّ» في هذا العام بظروف خطرة واستثنائيّة تمرّ بها هذه القضيّة المركزيّة، تمثّلت في تخلّي عدد من الحكومات العربيّة والإسلاميّة، وبشكل رسميّ وعلنيّ بعد أن كان سرّيًا، عن القضيّة الفلسطينيّة بتواطؤ أمريكيّ- صهيونيّ سافر ثمنًا لضمان بقاء حكّامها على كراسي السلطة والحكم، والذين يغيّبون قسرًا رأي شعوبهم المظلومة والمقهورة، بمخالفة صريحة لإجماع الأمّة بل العالم والدين والتاريخ والعقيدة على حقّ الشعب الفلسطينيّ في أرضه، وعلى أنّ الكيان الصهيونيّ عصابة محتلّة ومغتصبة للأرض.
اليوم؛ نحن معنيّون أكثر من أيّ وقت مضى بإحياء هذه المناسبة العظيمة بكلّ قوّة روحيّة وعقليّة، وعبر شتى الوسائل الممكنة في ظلّ الوضع الراهن الذي يهيمن على العالم وهو انتشار جائحة كورونا، وذلك لإيصال الصوت العربيّ والإسلاميّ المغيّب إلى جميع أصقاع العالم في هذا اليوم الذي نرى فيه محطّة من محطات مقاومة الاحتلال وكلّ مشاريع التطبيع المهينة مع الكيان الصهيونيّ.
لقد أثبت شعبنا البحرانيّ منذ سنوات أنّه كان سبّاقًا في تلبية هذا النداء المقدّس لإحياء هذا اليوم المجيد الذي هو من أيّام الله وهو معيار الشرف والكرامة، وما زال سبّاقًا وسيبقى، بالرغم من قمع السلطات الخليفيّة المعادية لهذا الحقّ الأصيل، وإذ يشرّفنا في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير أن نكون في طليعة الصفوف مع أبناء بلدنا الذين ما باعوا فلسطين ولن يبيعوها نؤكّد عدم مشروعيّة الكيان الصهيوني المحتلّ، ونشدّد على وجوب التحرّك بجديّة على كلّ صعيد لتطهير أرضنا الفلسطينيّة من براثن هذا الاحتلال، وندعو شعبنا العزيز وكلّ الأحرار والشرفاء وكلّ المستضعفين في العالم إلى السعي الثوريّ والمقاوم الجادّ نحو تحرير فلسطين وتطهيرها من دنس الصهيونيّ وطرده منها، تمهيدًا ليوم النصر بالتحرير الشامل لكلّ ذرة من ترابها، ولصلاة المؤمنين في المسجد الأقصى.
المجلس السياسيّ لائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الأربعاء 20 مايو/ أيّار 2020 م
البحرين المحتلّة