تزداد ممارسات القمع والتضييق الممنهجة على المعتقلين السياسيّين في السجون الخليفيّة انتقامًا منهم وتفشيًّا بعدما ازدادت حدّة الأصوات المطالبة بالإفراج عنهم.
ففي هذا السياق اشتكت عوائل بعض المعتقلين من انقطاع الاتصال معهم منذ 5 أيّام ولا يعرف السبب حتى الآن، كما لفت أهالي معتقلين بأنّهم لم يتمكنوا من الحصول على اتصال واضح حيث كانت المكالمات مشوّشة وغير مسموعة.
وكشفت والدة معتقل الرأي «علي حسين علي حبيب الفردان» (المحكوم عليه بالمؤبّد) في تسجيل مصوّر أنّه يعاني من مرض السكلر الحادّ، ويحتاج إلى رعاية طبيّة بشكل مستمرّ، وهو يتعرّض لنوبات متكرّرة داخل السجن، بما يُهدّد حياته ويجعله في دائرة الخطر، كما ذكرت أنّه محروم من العلاج والأدوية، ويعاني من الإهمال الطبيّ المتعمّد، والذي تسبّب في تدهور حالته الصحيّة، مطالبة بالإفراج عنه.
هذا وتعرّض المعتقل «حسن المطوع» لضرب مبرح أمام كاميرات المراقبة، وذلك بعدما طالب بالتحدّث مع المسؤول المناوب نتيجة إصابته بالتهاب أسنان حاد يحتاج إلى علاج من طبيب متخصص، وإثر تقديمه شكوى ضدّ المرتزق الذي ضربه عمدت الإدارة إلى الضغط عليه للتنازل عن الشكوى، كما تعرض المعتقل «علي الخواجة» للإهانات والضرب الشديد والتهديد بالحجز الانفرادي بسبب مطالبته بحقوقه، وأعلن عدد من المعتقلين مضيّهم بإضراب عن الطعام تضامنًا معه.
إلى ذلك أبدت عائلة المعتقل «علي عيسى القطان» قلقها عليه بسبب انقطاع أخباره منذ نحو أسبوعين حيث لم يرد منه أي اتصال.
حقوقيًّا استنكر المجلس الدوليّ لدعم المحاكمة العادلة الإهمال الطبيّ والحرمان من العلاج في السجون الخليفيّة حيث إنّه يعرّض حياة الآلاف من المعتقلين للخطر، مطالبًا بضرورة تشكيل لجنة تحقيق للاطلاع على الكمّ الهائل من الانتهاكات بحقّهم، واتخاذ تدابير فوريّة لإنقاذهم، مشدّدًا على أنّ المناشدات الإنسانيّة لم تعد تنفع في ظلّ صمت دوليّ ودعم سياسيّ، وأنّ التحرّك الفوريّ مطلوب الآن أكثر من أيّ وقت مضى.
وطالب المركز الدوليّ لدعم الحقوق والحريّات –عضو تحالف المحكمة الجنائيّة الدوليّة- بالإفراج الصحيّ عن الرمز المعتقل الشيخ «ميرزا المحروس»، بعد تدهور صحّته ومنعه من إجراء عمليّة جراحيّة طارئة.
وأكد المركز في بيان له أنّ الشيخ المحروس هو أحد السجناء الذين لا تمكّنهم ظروفهم من أن يقضي محكوميّته في السجن في ظلّ عدم توفير الرعاية الصحيّة له، وانتشار وباء «كورونا» المستجد داخل البحرين، معربًا عن خشيته على سلامته ووضعه الصحيّ.