أعلنت ألمانيا قرارها بحظر كلّ نشاطات حزب الله اللبنانيّ وتصنيفه «منظمة إرهابيّة»، كما نفّذت أجهزتها مداهمات على مشتبه بانتمائهم إلى الحزب في البلاد.
وقال الناطق باسم وزير الداخليّة الألماني «ستيف والتر» يوم الخميس 30 أبريل/ نيسان 2020 إنّه «تمّ اتخاذ تدابير الشرطة في العديد من الولايات في الوقت نفسه منذ ساعات الصباح الأولى».
وكان البرلمان الألمانيّ قد أقرّ في كانون الأول/ ديسمبر الماضي اقتراحًا يحثّ حكومة المستشارة أنجيلا ميركل على حظر جميع أنشطة «حزب الله» اللبناني على الأراضي الألمانية، بسبب ما وصفه بـ«أنشطته الإرهابيّة» وخصوصًا في سوريا، مطالبًا الحكومة بالتخلي عن سياسة الفصل بين جناحي الحزب السياسيّ والعسكريّ.
وقد لقيت هذه الخطوة ترحيبًا واسعًا في الكيان الصهيونيّ حيث قال رئيس الكنيست، ورئيس حزب (أزرق أبيض)، «بني غانتس»: «أبارك للحكومة الألمانيّة قرارها المهمّ الاعتراف بحزب الله بكلّ أجنحته كمنظمة إرهابيّة»، واصفًا هذه الخطوة بـ«الجوهريّة والمهمّة في الصراع العالميّ ضدّ الإرهاب»، بحسب تعبيره.
ورأى وزير الخارجيّة الإسرائيليّ «إسرائيل كاتس» أنّ القرار «خطوة قيمة وجوهرية في الحرب العالمية على الإرهاب»، داعيًا الدول الأخرى في أوروبا والاتحاد الأوروبي إلى «الانضمام إلى هذه السياسة وتبنّيها».
كما أشاد وزير الخارجيّة الأمريكي «مايك بومبيو» بقرار ألمانيا داعيًا إلى اتخاذ إجراءات «قوية» ضدّ مؤيدي الحزب المشتبه بهم، قائلًا في تغريدة إنّ «عرقلة قدرة هذه المنظمة الإرهابية على التخطيط للهجمات الإرهابية وجمع الأموال سيقلل من سلوك إيران الخبيث ونفوذها».
في المقابل استنكرت الجمهوريّة الإيرانيّة هذا القرار، حيث رأى المتحدث باسم خارجيّتها «عباس موسوي» أنّ إجراء الحكومة الألمانيّة ضدّ حزب الله يتماهى مع أهداف «إسرائيل» وأمريكا.
وأدان موسوي في تصريح له بشدة إجراء الحكومة الألمانيّة ضدّ حزب الله، قائلًا «يبدو أنّ بعض الدول في أوروبا تتخذ مواقفها دون النظر إلى حقائق منطقة غرب آسيا، بل فقط الأخذ بعين الاعتبار أهداف الماكينة الدعائية للكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية المضطربة»، مضيفًا «تم اتخاذ قرار الحكومة الألمانية دون احترام ذلك البلد للحكومة والشعب اللبناني، لأنّ حزب الله جزء رسمي وشرعي من الحكومة والبرلمان في هذا البلد وهو على الدوام حزب سياسي مؤثر في مجال تثبت الاستقرار السياسي في هذا البلد ويحظى بدعم شعبي واسع في لبنان والمنطقة».
ووصف هذا القرار بالقرار المتهور ضدّ قوّة كانت لها مكانة رئيسة في الحرب ضد تنظيم داعش في المنطقة وما زالت؛ لذلك، يجب أن تتحمل الحكومة الألمانية التداعيات السلبية لقرارها على مكافحة الجماعات الإرهابية الحقيقية في المنطقة.
ورأت الخارجيّة السوريّة من جهتها في قرار الحكومة الألمانية «وسام شرف لحزب الله، واعترافًا صريحًا بدوره في مقاومة العدوان الاستيطاني الصهيوني وإجهاض المشاريع الغربية، التي تستهدف الحقوق والمصالح العليا للأمة العربية».
وأدان المكتب السياسي لحركة «أنصار الله» اليمنية القرار الذي اتخذته ألمانيا بحقّ «حزب الله» وتصنيفه منظمة إرهابية، معلناً رفضه له.
ورأت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» أنّ الموقف الألماني إزاء حزب الله بإدراجه في «لائحة الإرهاب» قرار غير معزول عن مخطط استهداف جميع قوى المقاومة في المنطقة الذي «تعمل عليه دولة الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية، بالتعاون مع حلفائها الإقليميين والدوليّين»، معربة عن تضامنها الكامل مع حزب الله، و«مساندته في التصدي لقرار الحكومة الألمانية، وأيّة قرارات مماثلة قد تقدم عليها دول أخرى»، كما دعت قوى المقاومة، والقوى والأحزاب الوطنية والتقدمية العربية إلى التصدي «لقرار الحكومة الألمانيّة باعتباره قرارًا يمسّها، ويستهدف الإجهاز على روح المقاومة في المنطقة، وأي قوة تتمسك بمقاومة العدو الصهيوني».