قال مدير المكتب السياسيّ لائتلاف شباب ثورة 14 فبراير في بيروت الدكتور إبراهيم العرادي إنّ الوجود الأمريكيّ في البحرين يعود إلى ربع قرن، حيث كان هدفه الأساس مساندة حكم آل خليفة.
جاء ذلك في مشاركة له في برنامج «حديث البحرين» على قناة العالم تحت عنوان «اليوم الوطنيّ لطرد القاعدة الأمريكيّة»، حيث لفت إلى أنّ الأسطول الخامس وقف بمواجهة طموح شباب البحرين بجيل كامل، مؤكّدًا أنّ الشعب بكلّ أطيافه يرفض هذا الوجود العسكريّ، ويراه غير شرعيّ، لأنّ أبناء الشعب مع مطلب السيادة والحريّة، من هنا تمخّض عن هذا الرفض «اليوم الوطنيّ لطرد القاعدة الأمريكيّة من البحرين»، بل كلّ القواعد التي تحتلّ البحرين؛ لأنّ دولها جاءت لسرقة خيرات البلد وضرب اقتصاده، ولم تقدّم أي نفع لشعوب المنطقة بل عملت على حماية الديكتاتوريات الموجودة كآل مكتوم وآل زايد وآل سعود وآل خليفة، لذا يلاحظ أنّ الأصوات التي تطالب بطرد القواعد الأمريكيّة لا تقتصر على ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير أو البحرين بل تتعداها إلى الدول التي اكتوت بنار الإرهاب الأمريكيّ.
فهذا الوجود إذن هو لحماية النظام من شعبه، وكذلك حماية النظام السعوديّ من شعبه وبخاصّة في المنطقة الشرقيّة حيث يُقتل يوميًّا مواطن أو يعتقل، فوظيفة هذه القواعد هي تقديم الدعم لهؤلاء الحكّام في قمع الشعوب التي ستواجهها فيما لو رحلت وتركتهم بمفردهم.
وأكّد العرادي أنّ شعب البحرين شعب حرّ أبيّ لن يقبل بأيّ وجود يهدّده، ويدمّر اقتصاده ويساعد على قمعه في مطالبته بحقوقه، موضحًا أنّ الأمور قد تعاظمت بعد الأزمة العالميّة التي ترافقت مع أزمة تفشي كورونا، والخليفيّ لا يفكّر من تلقاء نفسه فالسعوديّ هو من يفكّر عنه، وهو الذي يتخذ عنه القرارات وما عليه سوى التنفيذ والأمر نفسه مع الاحتلال الأمريكيّ، فالنظام الخليفيّ لا يملك من أمره شيئًا.
ولفت إلى أنّ النظام الخليفيّ هو من يتولى دفع المصاريف وتكلفة وجود آلاف الجنود البريطانيين والأمريكان، وكلّ ذلك من أموال الشعب المنهوبة، وللتغطية على ذلك يسعى دومًا إلى تبييض صورته من خلال ترويج أعماله الخيريّة أو تبرعاته من أجل قضايا إنسانيّة (كورونا مثلًا) المشكوك في أصل حدوثها حيث إعلامهم الذي ينقلها فقط، بينما في الواقع الشعب يعيش تحت خطّ الفقر ويعاني من غلاء الأسعار والتهجير.
الخلاصة إنّ هذه القاعدة وغيرها من القواعد لم تقدّم أيّ حماية فعليّة لهذا النظام بل كانت حماية مذلّة مهينة مشبوة بالتهديد والاستنزاف الماديّ من خزينة الدولة، ويبدو أنّ تأثير جائحة كورونا سيغيّر في معادلات بقائها في المنطقة وخاصّة مع تدهور الاقتصاد الأمريكي نتيجة ذلك.