بسم الله الرحمن الرحيم
{وبشّر الصابرين}
لم يكشف التقرير الذي بثّته هيئة الإذاعة البريطانيّة (BBC) حول جرائم يندى لها جبين الإنسانيّة اقترفها النظام الجائر والمستبد الجاثم على قلب البحرين العزيزة مستورًا، بل كان إقرارًا إضافيًّا يُدين مملكة الظلم والقهر البريطانيّة قبل ربائبها من آل خليفة الظلمة.
ولطالما أعلن شعب البحرين بمختلف مكوّناته وقواه وأطيافه عن إدانته جرائم النظام الخليفي المتوحشة والمنتهكة لحرمات الشعب ومقدّساته، والتي تمارس بطرق مدروسة ومخطّط لها مسبقًا من هيئة المنكرات الخليفيّة على كلّ أسير وأسيرة ممن يكونون تحت قبضة مرتزقة الديكتاتور حمد آل خليفة الفاقد لكلّ معاني الشرف والقيم الإسلاميّة والعربيّة.
ولطالما أكّدنا في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير إدانتنا الارتكابات الشنيعة لجلاوزة الحكم الخليفيّ في سجونه الغارقة في الفضائح اللاإنسانيّة بحقّ الأسرى والأسيرات، الموثّقة في التقارير الحقوقيّة والتي ما كانت لتحدث لولا الأوامر العليا والضوء الأخضر المباشر من رأس هذا النظام ووزير داخليّته و حربه المدعوّ راشد آل خليفة، وأعربنا عن غضبنا منها، وعليه لن يفلت كلّ مجرم من العقاب والمحاكمة ردًّا على ما تعرّضت له الأسيرات بشكل خاصّ من أبشع الانتهاكات النفسيّة والجسديّة في المعتقلات.
إنّ ما كشفه وثائقيّ «البحرين كسر الصمت» من شهادات حيّة ما هو إلّا غيض من فيض مما يتعرّض له المعتقلون في السجون الخليفيّة، حيث توجد الكثير من الحالات الفظيعة لم يتكلم عليها أصحابها وضحاياها حتى الآن لاعتبارات عدّة، واحترازًا من تداعيتها الأمنيّة على عوائلهم فيما لو كشفوها، ومنها مداهمة المنازل وترويع الأهالي، وهذه الشهادات والوقائع تشكّل إدانة صريحة للحكومة البريطانيّة لتحالفها مع هكذا نظام بربريّ سافل، وتمثّل أيضًا فضيحة ترجع إلى 100 عام من الإشراف البريطانيّ على المرتزقة الخليفيّين في وزارة الداخليّة التي يفخر وزيرها الخليفي بهذا الارتباط والتدريب المريب الذي نتج عنه جرائم بشعة بحقّ المعتقلين السياسيّين والمعتقلات من جميع الأعمار من دون أيّ اعتبار لقانون أو شرع أو دين.
هذا ولم يستغرب الشارع البحرانيّ المعارض موقف مجلس نوّاب الكيان الخليفي الصوريّ والمتواطئ مع من انتهكوا حقوق حرائرنا وشبابنا في السجون، وما توقيع من يدعون نواب النظام واستنكارهم عرض هذا البرنامج إلا دليل على أنّهم أقذر أدوات هذه السلطة الخليفيّة بخاصّة أنّهم لا تربطهم بالشعب البحرانيّ الأبيّ أيّ صلة، إذ وصلوا إلى هذا البرلمان الكارتوني المزيّف على دمائه ومعاناته واقتاتوا على قول الزور وأموال السحت.
إنّنا في المجلس السياسيّ لائتلاف شباب ثورة 14 فبراير نعاهد شعبنا الثابت على الاستمرار معه إلى نهاية هذا المسير حتى نيل حقّه المشروع في تقرير المصير وإنهاء سلطات هذا النظام غير الشرعيّة والمفروضة قسرًا عليه، وما النصر إلّا من عند الله ونحن مؤمنون بوعده ووعيده ونصره.
المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الجمعة 27 مارس/ آذار 2020 م