لقي البيان الصادر عن عدد من النوّاب في البرلمان الخليفيّ الشكليّ، والمطالب بتأجيل عودة البحرانيّين من «البلدان الموبوءة» مع تأمين السكن والإعانة لهم ومتابعة علاجهم في تلك البلدان، إدانات واسعة واستنكارات شديدة اللهجة.
فكبار علماء البحرين «السيد عبد الله الغريفي، والشيخ محمد صالح الربيعي، والشيخ محمد صنقور» رأوا أنّه من الواجب الشرعيَّ والإنسانيَّ التعبير عن الاستياء البالغِ والإنكارِ الشَّديد للأصوات التي تدفعُ باتِّجاه تعطيل المعالجة لقضيَّة أبناء الوطن العالقين في إيران وفي غيرها من الدُّول، معتبرين أنَّ هذه الدعوات تنافي تعاليم الدِّين الحنيف، والقيم الإنسانيَّة، فللمواطن الحقّ في الرعاية والحماية، بل إنَّ هذا الحقَّ الشرعيَّ والإنسانيَّ يتعاظمُ في الحالات التي تنقطعُ فيها السُبُل عنه، وهو ما ينطبقُ تمامًا على المواطنين العالقين قرابةَ الشَّهر في إيران، وفق ما جاء في بيانهم اليوم الخميس 12 مارس/ آذار 2020.
وأكد معهد الخليج للديمقراطيّة وحقوق الإنسان أنّ البحرين تقاعست عن إجلاء مواطنيها العالقين في إيران، مدينًا هذا البيان الذي يعزّز من التفرقة الطائفيّة والمذهبيّة، ويخلق الشقاق بين أبناء الوطن الواحد.
إلى ذلك أعرب عدد من النوّاب عن امتعاضهم الشديد من الزجّ بأسمائهم في هذا البيان الذي لم يطّلعوا عليه، ولم يوافقوا على التفاصيل الواردة فيه- على حدّ تعبيرهم، مشدّدين على إعادة العالقين في الخارج.
هذا وكان عدد من النوّاب الصوريّين قد أصدروا بيانًا يوم الأربعاء 11 مارس/ آذار 2020، طالب النظام الخليفيّ بتأجيل عودة البحرانيّين من «البلدان الموبوءة»، مع تأمين السكن والإعانة لهم ومتابعة علاجهم في تلك البلدان، وذلك بذريعة أنّ عودتهم «ستزيدمن أعداد المصابين بفيروس «كورونا» بشكل متسارع، ما يؤدّي إلى اتخاذ إجراءات احترازيّة من الدول الأخرى، تمنع دخول البحرينيين إلى أراضيها، نظرًا لتسجيل المملكة أعلى حالات إصابة بالفيروس في الدول العربية»، بحسب ما جاء فيه.
تجدر الإشارة إلى أنّ النظام الخليفيّ قرّر يوم الأربعاء 11 مارس/ آذار 2020 تأجيل عودة المواطنين البحرانيّين العالقين في إيران على خلفيّة انتشار فيروس «كورونا» إلى أجل غير مسمّى، وذلك نتيجة التخبّط الواضح في مواجهته هذه الأزمة وعجزه أمام احتوائها، في وقت تسخّر باقي الدول كلّ إمكانيّتها لأجل مواطنيها.
وكانت طائرة «تابعة لطيران السلام العماني» قد هبطت صباح يوم الثلاثاء 10 مارس/ آذار 2020 في مطار البحرين الدوليّ، وعلى متنها 160 مواطنًا من البحرانيين العالقين في إيران بعد تفشّي فيروس «كورونا»، وبعد وفاة مواطن ثالث منهم، إثر مماطلة السلطات في تأمين عودتهم إلى البلاد، وغيابٍ كاملٍ للشركة الناقلة الوطنيّة «طيران الخليج«.
يذكر أنّ ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير قد رأى أنّ القرارات الظالمة التي اتخذها النظام، والتباطؤ المتعمّد في إجلاء المواطنين العالقين في الخارج وخاصّة في إيران، على خلفيّة طائفيّة، وإقدام ما يسمّى مجلس النواب «الصوري» على اقتراح بإبقائهم هناك لحين شفائهم، يعكس دناءة ولاإنسانيّة من هذا النظام، الذي ينظر إلى المواطنين بازدواجيّة مغلّفة بنفس طائفيّ بغيض.