بسم الله الرحمن الرحيم
ليس مفاجئًا تخبّط النظام الخليفيّ أمام أوّل أزمة عالميّة حقيقيّة تعصف بالبلاد، فهو الذي اعتاد أن يكون تابعًا في قرارته، حتى لم يعد قادرًا على اتّخاذ أيّ قرار يتعلّق بشأنه الداخليّ الذي يفترض أن يكون مستقلًّا به.
اليوم، ظهر جليًّا فشل النظام الخليفيّ في مواجهة أزمة تخطّت الدول حتى وصلت إلى البحرين، فهو يحاول تغطية عجزه أمام انتشار الوباء الجرثوميّ «كورونا» المنتشر في العديد من الدول، كما هو ديدنه في مواجهة الأزمات، عبر التنصّل التام من المسؤوليّة، واستخدام سياسة الهروب إلى الأمام في التوصيف الخاطئ والمعاكس للواقع، من خلال بثّ سموم الطائفيّة المقيتة وشحنها من قبل أذنابه ومرتزقته في الصحف الصفراء، وفتح المجال لهم وإعطائهم الضوء الأخضر لتضليل الرأي العام في هذه القضيّة، كما في مختلف القضايا التي تُعنى بصحّة المواطنين وسلامتهم، بأساليب دنيئة وتعامل لا مهنيّ ولا أخلاقيّ.
فأوّل باكورة فشله في مواجهة هذا الفيروس كانت أنّه بدلًا من أن يعمد مع حكومته غير المنتخبة إلى تجهيز كلّ الوسائل واتّخاذ كلّ الاحتياطات اللازمة لعلاج المرضى الذين أصيبوا به، أخلى أمكنة كبار السنّ العجزة منهم من دون اكتراث لظروفهم، ووضع مكانهم أعدادًا كبيرة من المصابين في مكان العزل الذي اشتكى منه الكثير؛ لأنّه لا يستوفي شروط العزل والسلامة.
وتجلّى فشله ثانيًا في تعاطيه مع عشرات من الأُسر التي تنتظر في ممرّات المطار من دون أدنى معايير للرعاية والاهتمام، في مشاهد غير مقبولة إنسانيًّا، إلى جانب تجاوبه الخجول والمتأخّر وغير الكافي مع مئات من المواطنين البحرانيّين العالقين في عدّة دول بينها إيران وتركيا، دون سعي جاد منه حتى الآن إلى إعادتهم إلى عوائلهم وأهلهم إسوة بباقي الدول التي تحترم مواطنيها؛ فعملت بكلّ طاقاتها على إرجاع المسافرين منهم إليها.
يضاف إلى هذا الفشل المرير والمخزي استغلاله معاناة المواطنين وانشغالهم بتأمين الوقاية والحماية من هذا الفيروس بالانتقام والتشفّي من أبناء الشعب، واستغلال هذا الفيروس أيضًا بإذكاء الطائفيّة عبر السماح للأفواه الجرثوميّة الموبوءة والمقزّزة والمأجورة والمدعومة منه ببثّ سمومها من باب وسائل الإعلام العريض، في وقت حكم بالسجن على سماحة الشيخ «عبد المحسن ملا عطية الجمري» عامًا كاملًا على خلفيّة جهل قضائه غير الشرعيّ وعدم درايته بالتاريخ.
لقد عزّزت أزمة «كورونا» العالميّة «عدم أهليّة» حمد بن عيسى وقبيلته للبقاء في الحكم؛ حيث إنّهم غير قادرين على احتواء هذه الأزمة التي سارعت باقي الدول إلى معالجتها بكلّ مهنيّة، وبحسب طاقاتها وقدراتها.
إنّنا في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير نحيّي بكلّ فخر واعتزاز شعبنا الأبيّ على يقظته ولحمته الوطنيّة، ورفضه كلّ الأصوات الطائفيّة التي انطلقت مع بدء انتشار هذا الفيروس في البحرين، ونحمّل في الوقت ذاته كلّ فرد في النظام وأجهزته، من المدعوّة وزيرة الصحّة «فائقة الصالح» الغائبة عن الحدث تمامًا حتى بعد استجوابها الهزليّ والهزيل الأخير من نوّاب النظام الخليفيّ الصوريّين، إلى رأس هذا النظام حمد بن عيسى، المسؤوليّة التامّة عن هذا الانحدار والانحطاط الأخلاقيّ والمهنيّ في عدم القيام بما يجب ويلزم في هذا الوضع الخطر، ونسأل: إذا لم يكن النظام قادرًا على احتواء هذه الأزمة لناحية عجز ماليّ، فأين هي أموال الشعب المسروقة من خزينة البلاد والتي تكفي لحلّ العديد من الأزمات ومعالجتها؟
اللهم شاف كلّ مريض وخفّف عن المصابين، وامنن على شعبنا وشعوب العالم بلطفك ورحمتك.
ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الخميس 27 فبراير/ شباط 2020
البحرين المحتلّة