نشرت صحيفة «السودان اليوم»، يوم السبت 15 فبراير/ شباط 2020، مقالًا للكاتب «محمد عبد الله» تحت عنوان «الثورة المنسيّة»، تزامنًا مع ذكرى ثورة 14 فبراير التاسعة.
وكتب عبد الله في الرابع عشر من فبراير عام 2011 خرج مواطنو البحرين يطالبون بالاصلاح السياسي والمجتمعي ورفعوا شعارات يتوافق عليها الجميع بمختلف توجهاتهم ورؤاهم؛ بل إنها مطالب يقرّها المجتمع الدوليّ قاطبة ويعتبرها أساسية لايمكن العيش بدونها.
واستغرب الكاتب السوداني عدم مناصرة الهيئات الحقوقيّة للشعب البحرانيّ الذي خرج للمطالبة بحقوقه الدستوريّة والتي تقرّها الأعراف الدوليّ من برلمان منتخب وحكومة تخضع لرقابة نوّاب الشعب، وتعديلات في قانون العمل والإنصاف في المرتبات والعدالة في توزيع الخدمات ووضع حدّ للتجنيس القائم على فكرة التغيير الديموغرافي وغير ذلك من المطالب التي لا يمكن لأيّ شخص أن يرفضها أو يصفها بما يشوّهها، لكن هذا الاستغراب يزول، وفق تعبيره، عندما يُنتبه إلى أنّ آل سعود ضدّ هذه الثورة لأنّهم يخشون من انتقال العدوى إليهم، ويدرك عندئذ مدى نفاق هذا المجتمع الدولي الكاذب.
وأضاف أنّ أهل البحرين خرجوا يحتجّون على حكومتهم ويطالبون بالإصلاح وكانوا في احتجاجهم هذا يرفعون شعار الوحدة الوطنية ويهتفون بشعار يردده الصغار والكبار يقول: «إخوان سنة وشيعة هذا الوطن ما نبيعه»، وهم بهذا الشعار يبطلون أى اتهام لهم بطائفية حراكهم، وهو أوّل اتهام واجهته الثورة ولم يتأخر الحكم فى البحرين عن استخدام العنف المفرط مع المحتجين السلميين الذين رفعوا مطالب مشروعة لا خلاف عليها بين الناس، وعن الاستعانة بـ«الشقيقة الكبرى» – المملكة العربية السعودية – التي دخلت آليّاتها العسكرية المدججة بالسلاح ووصلت في ليلة واحدة إلى وسط المنامة وفتحت نيرانها على المطالبين بحقوقهم المشروعة وكانوا عزلًا، بغلظة ووحشية غير مسبوقة منكّلة بهم، ولم يحرّك العالم المنافق ساكنًا وهو يرى الدماء البريئة تسفك والمطالب المشروعة يتمّ التنكر لها والأبرياء يسقطون ما بين قتيل وجريح.
وتابع عبد الله «استمرت الثورة الشعبية فى البحرين تصر على تحقيق مطالبها والاستجابة لها وظلّ نظام الحكم يبطش بالأبرياء ويصعّد ضدّهم، فتراه يضيق على شعبه فيكون التعامل القاسي جدًّا مع العلماء ويتمّ سحب جنسيات البعض وإبعادهم إضافة إلى تشريد العمّال والموظفين وطردهم من مواقع عملهم، وسجن المئات والحكم بإعدام مواطنين، بل حتى تنفيذ هذه الأحكام الجائرة، والشعب يواصل ثورته والحكومة تواصل البطش والعالم يتفرّج على هؤلاء الأبرياء الذين يتعرضون لعنف الدولة المنظم».
وختم الكاتب السودانيّ بتوجيهه التحيّة للشعب البحرانيّ الذي يحيي الذكرى التاسعة لثورته المنسيّة، مجدّدًا التضامن معه وتأييده لمطالبه المشروعة.