توجّه ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير لأبناء الشعب العظيم بالشكر والتحيّة على جعل يوم 14 فبراير عنوانًا مفصليًّا في مسيرة النضال من أجل الحريّة والعدالة، مؤكّدًا أصالتها ومجدّدًا العهد والوفاء لدماء الشهداء، وحيّا المجاميع الثوريّة والشباب الثوريّ في جميع مناطق البحرين على تميّزهم بإحياء الذكرى التاسعة للثورة.
جاء ذلك في خطاب المجلس السياسيّ الذي ألقاه مدير المكتب السياسيّ لائتلاف 14 فبراير في بيروت الدكتور إبراهيم العرادي يوم الجمعة 14 فبراير/ شباط 2020، حيث أشاد برفع المشاركين بإحياء الذكرى لشعارات الثورة الأساسيّة بقوة؛ تمسّكًا بالأهداف العادلة والمشروعة، بالرغم من حالة الاستنفار الخليفيّة القصوى.
وقال العرادي إنّ تداعيات الثورة في ذكراها التاسعة ما زالت تهيمن على الشعب الذي عانى الكثير من وطأة الديكتاتوريّة والاستبداد، والنظام الذي أذهلته صدمة الحدث وراح يتصرّف تحت وقع تأثيراتها الشديدة عليه؛ فشهدت الساحة السياسيّة في البحرين معركة بين شعب صمّم بإرادته الحرّة والواعية على التحرّك من أجل وضع حدّ للظلم والتمييز والتهميش والإقصاء ونظام طاغية ليس في أجندته سوى الاستئثار المطلق بكلّ أدوات السلطة واحتكار كلّ الموارد، حيث قدّم الشعب خلالها خيرة أبنائه ورجاله ونسائه بالمئات قرابين من أجل تحقيق تطلّعاته المشروعة بالحريّة والعدالة، وإقامة دولة المواطنة التي يتساوى تحت مظلّتها ورايتها الجميع من دون استثناء أو تمييز لأحد على أحد.
وأوضح أنّ ثورة 14 فبراير انطلقت لتغيير واقع مرير اتّسم بقسوة الظلم ووحشيّة سياسات القهر والاضطهاد والتمييز، مؤكّدًا أنّ الشعب ما زال بقواه السياسيّة والاجتماعيّة ورموزه الدينيّة والوطنيّة مستمرًّا في مسيرة النضال الوطنيّ من أجل وضع حدّ للقهر والاضطهاد السياسيّ وتحقيق العدالة.
وشدّد على عدّة نقاط منها الثوابت الوطنيّة التي رسّختها الثورة الشعبيّة، وهي مجموعة من القيم والمبادىء تمثّلت في عدد من الأهداف السامية التي رفعها الشعب عاليًا في سماء الثورة، مصرًّا عليها برؤية ووضوح شديدين، حيث قدّم في سبيلها التضحيات الجسام، ومنها حقّ استعادة الشرعيّة لتكون بيده أي «حقّ تقرير المصير»، وحقّه في دولة المواطنة الحقّة التي ترسي دعائم العدل وتقيم بنيانه وتحفظ كرامته.
والنقطة الثانية هي دماء الشهداء التي سقطت في طريق تحقيق الأهداف المشروعة والعادلة للشعب الأبيّ، إلى جانب الجرحى والآلاف من المعتقلين والمهجّرين والمطاردين، حيث أكّد، وفاءً للشهداء، استمرار مسيرة النضال الشعبيّ حتى تحقيق كامل أهداف الثورة التي ضحّوا من أجلها، وستظلّ دماؤهم العنوان الأبرز في التحرّك والقضيّة الأساسيّة.
وعن الحراك الشعبيّ أكّد المجلس السياسيّ أنّ الثورة لم تنطلق لفئة محدّدة أو حزب معيّن، وإنّما كانت ثورة شعبيّة خالصة وما زالت، وهي التي أسقطت شرعيّة الديكتاتورية وحكم الفرد وإلى الأبد، وستظلّ الحركة الشعبيّة الجماهيريّة الرهان، وسيظلّ صوت الشعب البوصلة والمحرّك لجميع الفئات والقوى الشعبيّة والسياسيّة والاجتماعيّة.
وأوضح العرادي أنّ ائتلاف ثورة 14 فبراير قد عقد العزم منذ البداية على أن يكون وفيًّا للحركة الثوريّة للشعب، مؤكّدًا الاستمرار في مسيرة الثورة والرفض للديكتاتوريّة والاستبداد، والتمسّك بشعارات الثورة الأساسيّة المنادية بتقرير المصير وإسقاط الاستبداد ووضع حدٍّ للظلم والاضطهاد السياسيّ وانعدام الإنصاف والعدالة، وفي السياق ذاته شدّد على التمسّك بقضية الأمة المركزية وهي القدس الشريف، والرفض القاطع مع أبناء الشعب لصفقة الخزي والعار التي تُسمى بصفقة القرن.
وأكّد أنّ الشعب بإحيائه المتميّز للذكرى التاسعة لثورته وجّه صفعة جديدة، مرّة أخرى، لجميع المتربّصين بها، والمشكّكين بقدرته على المضي قدمًا لتحقيق كامل أهدافها المشروعة بعد تسع سنوات، وأسقط رهانهم على عجزه عن المواصلة والاستمرار.