يوم الثلاثاء 7 يناير/ كانون الثاني 2020 اقتحمت قوّات آل سعود بلدتي البحاري والقديح بوابلٍ من الرصاص والقذائف المتفجرة، واعتقلت الناشط المُطارد «محمد آل عمار» من مكان وجوده في بلدة البحاري.
فمن هو هذا الناشط حتى تلجأ قوات عسكريّة مدجّجة بالأسلحة على أنواعها إلى اقتحام أكثر من بلدة لتعتقله؟؟
محمد آل عمار، من بلدة العواميّة، عرفته ساحات النضال والانتفاضة بصاحب القلب القوي والشجاع من أجل كلمة الحقّ وكرامة شعبه، ورفض الخنوع والخضوع لآل سعود؛ فتقدّم في الساحات والتظاهرات السلمية التي احتضنتها القطيف منذ فبراير 2011، وكان بارزًا إبان الاجتياح العسكري لبلدة العوامية وهدم حي المسورة الأثري، وله مقطع مصوّر من قلب المسورة قبيل هدمها، أكّد فيه أنّه رغم الغطرسة السلطوية لن يتنازل عن حقه وحقوق المنطقة المسلوبة من قبل آل سعود، وشدّد على أنه لن يتراجع عن مسيرته وثورته حتى لو كان الثمن حياته، فوضع النظام السعوديّ اسمه على قوائم «المطلوبين»، وظلّ طيلة هذه السنوات ملاحقًا ومطاردًا حتى تمكّن منه يوم الثلاثاء الماضي.
أمام كلّ هذا ثمّة مخاوف حقيقيّة من تعرّضه للتعذيب الوحشيّ في السجون التي لا يعرف جلّادوها معنى الإنسانيّة، وخاصّة مع وجود نيّة الانتقام منه على ما كبّده من خسائر للنظام السعوديّ.