شهدت الساحة العراقيّة ردود أفعال على جريمة اغتيال قادة الانتصار على داعش في مطار بغداد الدوليّ من قبل الأمريكان، حيث وصفتها المرجعيّة الدينيّة العليا بالاعتداء الغاشم بما مثّلته من خرق سافر للسيادة العراقيّة وانتهاك للمواثيق الدوليّة، أدّت إلى استشهاد عدد من أبطال معارك الانتصار على الإرهابيّين الدواعش، داعية الأطراف المعنيّة إلى ضبط النفس والتصرّف بحكمة.
أما المرجع الديني السيد محمد تقي المدرسي فقد أصدر بيانًا أدان العدوان، وجاء فيه إنَّ الشعوب التي تشبّعت ببصائر القرآن الكريم وتسلّحت بثقافة النبي الأكرم (ص)، وبمنهج أهل بيته (ع) في المقاومة والدفاع عن المقدّسات، إنَّهم سيزدادون صمودًا وشموخًا بمثل هذه المصائب، وإنَّ أعداءهم لن يجنوا منها سوى الخسران؛ فإنّ يوم المظلوم على الظالم أشدّ من يوم الظالم على المظلوم.
المرجع الدينيّ فضيلة الشيخ بشير النجفي، من جهته، استنكر الاعتداء على الأراضي العراقية وخرق السيادة والاتفاقات الدولية ووصفه بالسافر، قائلًا من المؤسف أن يصبح العراق ميدان الحرب وتصفية الحسابات.
رئيس الجمهورية برهم صالح قال إنّ الشهيدين «أبو مهدي المهندس وقاسم سليماني» كان لهما دور مهم وحاسم في قتال تنظيم «داعش»، وسطرا في الحرب عليه أروع صور الإيثار، داعيًا إلى ضبط النفس وتغليب صوت العقل والحكمة وتقديم المصلحة الوطنية العليا.
رئيس الوزراء عادل عبد المهدي حذَّر من أنّ اغتيال القادة يشكّل تصعيدًا خطرًا يشعل فتيل حرب مدمرة في العراق، داعيًا الجميع إلى ضبط النفس وتغليب صوت العقل والحكمة وتقديم المصلحة الوطنية العليا، ورصّ الصفوف وتجاوز الخلافات العابرة من أجل حماية سيادة العراق وأمنه.
وعمّا جرى في محيط مطار بغداد الدوليّ من استهداف لقائد عسكريّ ينتمي إلى المؤسّسة العسكريّة العراقية قال رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي إنّ ذلك يعدُّ خرقًا سافرًا للسيادة، وانتهاكًا للمواثيق الدولية، في حين أنّ أيّ عمليّة أمنيّة وعسكريّة على الأراضي العراقية يجب أن تحظى بموافقة الحكومة، داعيًا الأخيرة إلى اتخاذ الإجراءات والتدابير السياسيّة والقانونيّة والأمنيّة اللازمة؛ لإيقاف مثل هذه الاعتداءات.
وعن الموضوع ذاته قال النائب الأوّل لرئيس البرلمان حسن الكعبي آن الأوان لوضع حدّ للاستهتار والاستكبار الأمريكي داخل العراق، فكلّ يوم يتضح بشكل جلي زيف ادعاءاتهم واستهانتهم بسيادة العراق، مؤكدًا أنّ الجلسة المقبلة ستخصص لاتخاذ قرارات مفصلية تضع حدًّا للوجود الأمريكي داخل العراق.
الأمين العام لحزب الدعوة الإسلامية في العراق نوري المالكي طالب الحكومة العراقيّة باتخاذ الإجراءات اللازمة، القانونية والسياسية والدبلوماسية وغيرها، والكفيلة بانتزاع حقوق الشهداء وعدم تكرار مثل هذا الفعل الشنيع.
كما حذر رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي من جرّ العراق والمنطقة إلى أتون الفتن والحروب، فيما كرر توصية المرجعية الدينية بدعوته إلى ضبط النفس والتصرف بحكمة، حيث أدان بشدة العدوان الغاشم والانتهاك الخطير للسيادة الوطنية والذي استهدف ثلة من القادة والمقاتلين الشجعان في منازلة الارهاب.
إلى ذلك وصف رئيس تحالف الفتح هادي العامري اغتيال نائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس وقائد فيلق القدس قاسم سليماني، بالأعمال الإجراميّة القذرة، داعيًا كلّ القوى الوطنية لتوحيد صفوفها من أجل إخراج القوات الأجنبيّة.
أما أمين عام عصائب أهل الحق فضيلة الشيخ قيس الخزعلي فقد علّق أنّ النتيجة الطبيعية للحاج القائد سليماني والحاج القائد المهندس الشهادة، والنتيجة الحتميّة لأمريكا وإسرائيل هي الخسارة، ومقابل دماء الشهيدين زوال كلّ الوجود العسكري الأمريكي في العراق، وزوال كلّ «إسرائيل» من الوجود.
الأمين العام لحركة النجباء فضيلة الشيخ أكرم الكعبي دعا أيضًا إلى الثبات والإصرار لتحقيق الأهداف المقدّسة التي لأجلها «جُمعنا ولا ننكسر في أحلك الظروف فإننا إن انكسرنا سنخسر المعركة»، مؤكّدًا أنّ دماء الشهداء ستكون ثورة وسيلًا يجرف كبرياء الأمريكان وغرورهم وأذنابهم، لتحرير عراق المقدّسات وعاصمة دولة العدل الإلهي منهم وتطهيره من قذاراتهم.
من جانبه أكّد الأمين العام لكتائب سيد الشهداء أبو آلاء الولائي أنّ المصير الذي يسعى إليه المجاهدون وأصحاب الرسالات أن ينالوا إحدى الحسنيين: النصر أو الشهادة، وقد حصل الشهيدان الكبيران على هاتين الرتبتين العاليتين؛ فقد انتصرا في معاركهما ضدّ الشيطان الأكبر وأذنابه، ثم حصلا على الشهادة واستقرا في الجنة عند مليك مقتدر، مشدّدًا على مواصلة الطريق الذي اختاره الشهداء، ولا سيّما أنّ المعركة على أشدّها، ولا بدّ من استرداد الكرامة كاملة وتحرير البلاد.
رئيس تيار الحكمة الوطني سماحة السيد عمار الحكيم أيضًا حذر من تداعيات هذا الاستهداف وتأثيراته وخطورته كونه يضع المنطقة على صفيح ساخن، مطالبًا الحكومة العراقية في هذا الظرف الحساس باتخاذ الإجراءات اللازمة لردع مثل هذه الاعتداءات، كما طالب الشعب العراقي بالوحدة والتماسك ورص الصفوف لمواجهة التحديات.
من جانبه شدد زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر في بيان له على أنّ استهداف القادة هو استهداف للجهاد والمعارضة والروح الثورية، موعزًا بجهوزيّة المجاهدين لحماية العراق.
وللمؤتمر الوطنيّ العراقيّ ردّه على الاغتيال حيث قال في بيان إنّ النهج الاستفزازي والسلوك العدواني الذي تتبعهُ الإدارة الأمريكية منذ فترة ليست بالقليلة على الأراضي العراقية توجتهُ اليوم باغتيالها الآثم لقادة كان لهم الأثر البالغ والدور الشاخص في هزيمة الإرهاب في العراق والمنطقة، ويجب العمل السياسي الحثيث لملاحقة الأطراف المتورطة بانتهاك حُرمة الدم والسيادة، وإنهاء سلوكيات الوصاية السياسية والعسكرية التي تحاول واشنطن فرضها كأمرٍ واقعٍ في العراق.
أمّا الاتحاد الإسلامي لتركمان العراق فقد وصف العملية بالجبانة، مبيّنًا أنّ هذا الفعل الشنيع تصعيد خطر يجرّ المنطقة إلى حرب وصراع لا هوادة فيها، مطالبًا القائد العام للقوات المسلحة باتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من تجاوزات أمريكا المتكررة على سيادة العراق، فقد آن الأوان لإخراج القوات الأمريكية من الأراضي العراقية وإلغاء الاتفاقية الأمنية بين الدولتين.
كما رأت حركة إرادة أنّ الإدارة الأمريكية اغتالت مجاهدين أسهما بشكل مباشر في قتال داعش، داعية مجلس النواب إلى عقد جلسة فورية مشتركة مع الحكومة لبحث مسألة العلاقة مع واشنطن بما يحفظ كرامة العراق وسيادته، فقد تجاوزت الحدود على سيادة البلاد وانتهكت حرماته.