بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ، والصلاةُ والسلامُ على أشرفِ خلقِ اللهِ وأعزِّ المرسلينَ سيّدِنَا وقائدِنَا وحبيبِ قلوبِنا أبي القاسم محمّد، وعلى آلِ بيتِهِ الطيّبينَ الطاهرين.
السلامُ على شعبِنا الأبيِّ الصامدِ العزيزِ المضّحي، بحجمِ جراحاتِهِ وآلامِهِ، بحضورِهِ المستمرِّ في ميادينِ الثورةِ والفداءِ طيلةَ تسعِ سنواتٍ من عمرِ ثورتِنا المجيدة.
من هنا.. من عاصمةِ الثورةِ.. سترةِ الصمود.. سترةِ الإباءِ والشموخِ… سترةِ النصرِ القادمِ بإذنِ اللهِ… نبعثُ باسمِنا وباسمِكُم سلامًا وتحيّةً لفقيهِنا المقاومِ وقائدِنا المجاهد، سماحةِ آيةِ اللهِ الشيخِ عيسى أحمد قاسم «دام عزّه»، وندعو اللهَ «عزّ وجلّ» أن يديمَ عليه نعمةَ الصحّةِ والعافية، وأن يُديمَ ظلَّه الوارف.
أيّها الشعبُ البطلُ والمقاومُ.. لقد تجاوزتُم كُلَّ الاختباراتِ في الصمودِ والثباتِ منذ انطلاقِ أولى شرارةٍ في ثورتِنا المباركةِ في الرابعِ عشر من فبراير 2011 حتى يومِنا هذا فأعجزْتُم الظالمَ ولم تعجزوا، وصارَ بقاؤُكُم وثباتُكُم وتضحياتُكُم العظيمةُ أيقونةَ نصرٍ أدهشتِ العالم، وأرعبتِ المستكبرين، وهزّت عروشَ الظالمين.
انقضى عامٌ من الجهادِ والنضالِ في سوحِ النزالِ التي شهدتْ صرخاتِكُم المُدويّةَ بـ«هيهات منّا الذلة»، ونستقبلُ معكم عامًا جديدًا سيكللُهُ صمودُكُم وثباتُكُم بالنصرِ المبين، بعد صبرِكُم على مقارعةِ آلةِ بغيِ الطغمةِ الخليفيّةِ المحتلّةِ لأرضِنا الطاهرة، وسيشهدُ هذا العامُ بأملِكُم الكبيرِ أهدافَ النصرِ الموعودِ من اللهِ تعالى لكم، غير أنّ ذلك لا يتحقّقُ إلا بالصبرِ والاستقامةِ في طريقِ ذاتِ الشوكةِ. ومن هذا المنطلقِ، يطيبُ لنا أن نعلنَ لكم من أرضِ عاصمةِ الثورة شعارَنا للعامِ الثوريِّ الجديد: «صبرٌ واستقامةٌ»، وهذا الشعارُ قد أخرجَه صبرُكُم في الميادينِ والساحاتِ، واستقامتُكُم على خطّ الثورةِ حتى تحقيقِ أهدافها.
كما يطيبُ لنا أن نختتمَ عامَ 2019، وهو عامُ التجديد والتحدّي، بإعلانَ الشخصيّةَ التي اخترناها، وهي شخصيّةٌ تستحقُّ الإشادةَ والتقديرَ: الأستاذةُ الحقوقيّةُ «إبتسام الصائغ»، لما قدّمتْه من آراءٍ شجاعةٍ حيال مختلفِ القضايا الشعبيّة، وجسّدته من مواقفَ إنسانيّةٍ حقيقيّةٍ يملؤُها التحدّي بوجهِ النظامِ الخليفيّ، كما كانت المرأةَ البحرانيّةَ الحاضنةَ لعوائلِ الشهداءِ والمعتقلينَ والمعتقلات، فمنحتهم اهتمامَها وعطاءَها وتضحياتِها الجسيمةِ، وتكريمُها اليومَ هو تكريمٌ في واقِعِه لكلِّ نساءِ البحرين الصامدات.
يا شعبَ الصمودِ والمقاومة، ويا شعبَ الصبرِ والاستقامةِ، نجدّدُ معكم اليومَ في هذا الجمع المبارك، بيعتَنَا لدماءِ الشهداءِ، ولتضحياتِ جميعِ الأسرى، على المضيِّ قُدُمًا نحو تحقيقِ أهدافِ ثورتِنا المجيدة، ومع اقترابِ ذكراها التاسعة، لنكونَ على أهبّةِ الاستعدادِ والجهوزيّةِ لإشعالِ الشمعةِ العاشرة من عمرها، ولا يكونُ ذلك إلّا برصِّ الصفوفِ وتوحيدِ الجهودِ والقلوبِ، نحو الهدفِ الأسمى والأكبر، بما يصبُّ في المصلحةِ العليا لشعبِنا الأبيِّ، وتضحياتِه الجسيمةِ والعظيمةِ في كلِّ المراحلِ النضاليّةِ.
لن يرهبَنَا الإجرامُ الدمويُّ من الكيانِ الخليفيِّ المحتلِّ، ولن نتراجعَ حتى تحقيقِ النصرِ الإلهيِّ الذي وعدنا اللهُ تعالى به في كتابِهِ المحكمِ والمنزلِ على نبيِّه المرسل، فكونوا على العهدِ والوعدِ في ذكرى تاسع الأعوام، وما النصرُ إلّا من عند الله.