تبدو الشعوب الخليجيّة مصرّة على موقفها المتمسّك برفض التطبيع ونبذ أيّ محاولة تشذّ عن هذا الإجماع، والموقف الشعبيّ الرافض لتلك الأصوات الفردية الداعية إلى التطبيع، ومن قبلها التقارب الرسميّ في عدد من العواصم الخليجيّة اتخذ أشكالًا عدّة، فقد شهدت الأشهر الأخيرة إقامة العديد من الندوات وتدشين حملات إلكترونيّة في كلّ من الكويت وقطر والبحرين وسلطنة عمان لرفض كافة أشكال التقارب الرسميّ والشعبيّ على حد سواء.
ويرى مراقبون أنّ الحديث عن التطبيع الخليجي حتى اللحظة هو حديث يتعلق في الغالب بقرارات حكوميّة تظلّ بالرغم من كلّ ما يبذل معزولة عن إرادة الأغلبيّة، أو بمعنى آخر هي تعكس حالة من الانفصال بين المسارين الرسميّ والشعبيّ.
فالتطبيع العلني الخليجي مع الكيان الصهيونيّ على قدم وساق؛ فالسعوديّة، قطر، سلطنة عمان، والإمارات استقبلت وفودًا صهيونيّة في الآونة الأخيرة، والبساط الأحمر الخليفيّ ينتظر نتنياهو، وبذلك سيكون الخليج العربي فاتحة «معاهدة» جديدة مع الاحتلال الإسرائيليّ بعد «كامب ديفيد ووادي عربة وأوسلو».
وتؤكد هذه الزيارات أنّ الخليج على أهبّة التطبيع العلني والإعلان الرسمي عن سلامه مع الكيان الصهيونيّ، والاعتراف به كدولة ذات سيادة وأرض وشعب، في الوقت الذي تناست هذه الدول أنّ مصافحتها لصهيونيّ أيًّا كان هي طريق يعبّد فيها الاحتلال الإسرائيليّ طريقه لشرعنة احتلال فلسطين، وبعض الخبراء والمحللين يستنتجون أيضًا أنّ هذه الزيارات هي مؤشرات حثيثة على مساعي صفقة القرن الأميركيّة.