بسم الله الرحمن الرحيم
تقترب ثورة فبراير المجيدة من إكمال عامها الثامن وهي تشقُ طريقها بإرادة استثنائيّة بسواعد ثوّارها وحرائرها وجماهيرها نحو تحقيق أهدافها السامية، وما يصبو إليه شعبنا العزيز، وذلك رُغم الألغام الأمنية المزروعة في طريقهم، فبعد هذه المدة الزمنية الطويلة للثورة مقارنًة بالثورات الأخرى التي شهدتها الدول الأخرى، وتفعيل كافة الإجراءات الإرهابيّة والقمعيّة الممنهجة، لم ينجح النظام الخليفي ولن ينجح في إخماد أنفاس الصامدين والمقاومين من أبناء شعبنا الأبيّ، فهم الذين قدموا تضحياتٍ جسام من قتلٍ وتعذيبٍ وسجنٍ وتهجيرٍ ومطاردة، وهم ما زالوا مستعدين لتقديم المزيد من أجلِ وصول سفينة الثورة إلى شاطئها النهائي بتحقيق الأهداف السامية لها، ونودُّ في ختام فعاليات قرّر مصيرك التي شهدتها البحرين، تأكيد الآتي:
أولاً: إرسال تحيّة إجلالٍ واعتزاز لكافة المواطنين الأحرار الشرفاء، الذين نجحوا بشجاعة في المشاركة في فعاليات «قرر مصيرك»، متحدّين الطوق الأمني الكبير والإجراءات الترهيبية الواسعة التي حاول النظام فرضها على مناطق البحرين منذُ الإعلان عن الفعالية، وتوسيع رقعة انتشار قوات مرتزقته الأجانب المدججين بالسلاح لتصل إلى الشوارع الداخلية في المناطق وبين الأحياء السكنية، فلكم منّا يا أحرار ويا حرائر كلّ التحية والتبجيل، ونُقبل التراب الذي تطؤه أقدامكم الطاهرة، فأنتم صنّاع النصر القادم بإذن الله، وأنتم من نجحتم في التعبير عما يختلج من مشاعركم، عبر تسجيل موقف عشرات الآلاف من أبناء شعبنا التائقين للحُريّة ولنيل حقهم في تقرير مصيرهم السياسي.
ثانيًا: إنّ شعب البحرين الذي خرج بكلّهِ وكليله في ثورةٍ وطنيّة شرعيّة ومشروعة هي من أرقى الثورات وأنقاها في العالم، يستحقُّ الوصول إلى لحظةِ قيام نظامٍ سياسي جديد يتوافق مع طموحاته المشروعة سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا واجتماعيًأ، ويُنهي عقودًا من الظلم والحرمان والتهميش والقهر السياسي، وذلك طبقًا لما أسفرت عنه نتيجة الاستفتاء الشعبي الذي جرى في عام 2014 ، ونحنُ واثقون أنّ شعبنا لو دُعي لاستفتاءٍ آخر تشرفُ عليه جهات دوليّة نزيهة تحظى بثقة الشعب، سيُكرر الموقف ذاته وسيختار حقه في تقرير مصيره السياسي عبر قيام نظامٍ سياسي جديد بعيدًا عن النظام الخليفيّ الفاسد والمرتهن للإرادات الخارجيّة.
ثالثًا: في الذكرى السنويّة الخامسة لملحمة الاستفتاء الشعبي الوطنيّة التي أسفرت عن تأييد غالبية السكّان الأصليين لحقهم في تقرير مصيرهم عبر قيام نظامٍ سياسي جديد، وفي الذكرى السنويّة الأولى للتوقيع على العريضة الشعبيّة المنادية بانتخاب مجلس تأسيسي يتولى صياغة دستور جديد، نشيد بالجهود التي بُذلت في كلا المشروعين، ونُثمّن عاليًا ما تحقق من إنجازاتٍ وطنيّة على هذا الصعيد، وهي إنجازاتٍ تراكميّة وتكامليّة مع كافة المشاريع والنشاطات الوطنيّة الأخرى، كما نُجدد تثميننا لكافة الجهود التي تبذلها كافة أطراف المعارضة الوطنيّة في هذا السياق.
خِتامًا: نُشدّد على التهيؤ لاستقبال عيد الشهداء في السابع عشر من شهر ديسمبر المقبل بما يُليق بهذه المناسبة العطرة والخالدة، والاستعداد المبكر لإحياء الذكرى التاسعة لانطلاق ثورتنا المجيدة في الرابع عشر من فبراير 2020، فالوطن بحاجة إلى وحدة كافة الجهود من أجلِ معالجة أوجاعه وآلامه، وكنس الفاسدين، واقتلاع العصابة الحاكمة التي عاثت في البحرين فسادًا وتخريبًا ودمارًا، واستأثرت بمقدرات الشعب وثروته الوطنيّة، فمعًا يا أبناء شعبنا الأبيّ نستكمل ثورتنا المجيدة المباركة دون كللٍ أو ملل، ودون تراجعٍ أو انكسار، وما النصر إلا من عند الله.
ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
السبت 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2019 م
المنامة – البحرين المحتلة