ثمّنت الهيئة النسويّة في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير صمود الشعب البحرانيّ أمام كلّ هذه الأوضاع التي لو عاشها غيره لوهن وضعف، غير أنّه ثبت وتماسك وتحمّل المرّ من قتل وتشريد وتهجير واعتقال وفراق، إيمانًا منه بحقّه في تقرير مصيره.
وأكّدت النسويّة في كلمتها في ختام المعرض الذي أُقيم يوم الخميس 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019 ضمن فعاليّات «قرّر مصيرك» التي تأتي احتفاء بذكرى الاستفتاء الشعبي و«العريضة الشعبيّة» المنادية بانتخاب مجلس تأسيسيّ يتولّى صياغة دستور جديد للبلاد، أنّه لا بدّ من الوقوف عند ما آلت إليه الأوضاع في البحرين على المستوى السياسيّ والاقتصاديّ والأمنيّ والاجتماعيّ، والآخذة بالتدهور والسوء.
فعلى الصعيد السياسيّ، لا تنعم البحرين بأيّ استقلال لا داخليّ ولا خارجيّ، وذلك بسبب السياسات الفاسدة التي ينتهجها نظام آل خليفة، وقبوله أن يكون ذيلًا تابعًا وذليلًا لنظام آل سعود والإمارات من جهة، وخضوعه لسيطرة الأمريكيّ والصهيونيّ من جهة أخر؛ لذا فإنّ شعب البحرين بحاجة ماسّة إلى أن ينال حقّه الأصيل في تقرير مصيره السياسيّ أكثر من أيّ وقت مضى، ومن دون أيّ تدخّلات خارجيّة، ليستعيد سيادته واستقلاله وقراره الوطنيّ، ويحقق تطلّعاته المشروعة في الحريّة والعزّة والكرامة.
وأوضحت أنّه على الصعيد الاقتصاديّ، فإنّ شعب البحرين يعيش حالة اقتصاديّة صعبة، فثرواته تذهب ما بين السرقة وتخصيصها لشراء الأسلحة الأمريكيّة وصرفها على عشرات الآلاف من المرتزقة الأجانب الذين استقدمهم النظام لقمع ثورة فبراير المجيدة التي ستبقى مستمرّة مهما حاول النظام إخمادها بقوّة السلاح والإرهاب الممنهج، وفق تعبيرها.
وعلى الصعيد الأمنيّ، شدّدت على أنّ القبضة الحديديّة التي يحاول فرضها النظام العاجز لولا الدعم الخارجيّ، على أبناء الشعب عبر الاعتقالات السافرة والمداهمات والسعي إلى بثّ الرعب في قلوب النساء والأطفال باقتحام المنازل ليلًا، تعزّز القناعة لديه أكثر بضرورة نيل حقّ تقرير المصير، واختيار نظام يمنحه الحريّة والأمن والأمان.
وعلى الصعيد الاجتماعيّ، استنكرت النسويّة منهج التجنيس السياسيّ واستقدام الغرباء ليحلّوا مكان أبناء الشعب الذين يُسقط عنهم نظام آل خليفة الهجين الجنسيّة من دون أيّ شرعيّة أو وجه حقّ، مؤكّدة أنّ هذا خير دليل على أنّ مصلحة الشعب تكمن في نظام جديد يختاره مجلس تأسيسيّ ينتخبه الشعب بإرادته الحرّة.
وفي الختام باركت النجاحات الوطنيّة المستمرّة في سلسلة فعاليّات حق تقرير المصير التي شهدتها العديد من مناطق البحرين منذ عام 2011، مضيفة «وهي فعاليّات لا يمكن أن تُمسح من الذاكرة الوطنيّة والثوريّة، حيث كان للشعب حضوره الخاصّ، وكان لهذا الحراك ذوقه الوطنيّ المتميّز، وهنا لا ننسى بطولات الشهيدين القياديّين الميدانيّين «عباس الشيخ وصلاح عباس»، اللذين كانت لهما بصمات خاصّة في هذا النوع من الفعاليّات التي طالبت بانتزاع حقّ الشعب في تقرير مصيره»، وأكّدت «معكم مستمرّون يا أبناء شعبنا، وماضون بإرادة لا تلين نحو العزّة والكرامة، وثورتنا تقترب من إشعال شمعتها التاسعة».