أكّد ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير أنّ الشعب في البحرين ماضٍ على نهج المقاومة الحسينيّة في مقارعة الطغاة والمستكبرين، مجدّدًا عهده مع الشهداء الذين قدّموا دماءهم الزكيّة على طريق الحقّ من أجل الدين والاستقامة، موضحًا أنّ أقلّ حقوقهم أن تبقى ذكراهم خالدة على مرّ العصور، وأن تكون دماؤهم الطاهرة حاضرًة في كلِّ منعطفٍ من المنعطفات، لِتحفظ المسارات الثوريّة وتغذّيها بالعزمِ والصبرِ والإصرارِ والإقدامِ والتفاني.
وفي كلمته الختاميّة لفعاليّات معرض شهداء البحرين قال إنّ ثورة شعب البحرين المباركة التي انطلقت في 14 فبراير/ شباط 2011، ستبقى مستمرّة بجذوتها وقوّتها، ولن تتراجع إلى الوراء مهما كلّف ذلك من تضحياتٍ جِسام، مشدّدًا على أن لا مساومة على العزّة والكرامة، ولا يُمكن العيش تحت نِير عبوديّة آل سعود وآل خليفة وإجرامهم.
وأكّد الائتلاف أنّ كلّ محاولات سفارة الكيان الخليفيّ في بغداد الرامية لمنع إقامة هذا المعرض قد فشلت، إذ قوبلت بكلّ صلابة وثبات واستياءٍ من الجهات المعنيّة في الجمهوريّة العراقيّة التي تتمتّع بمطلق الاستقلاليّة والحريّة في اتخاذ القرارات السياسيّة التي لا تملك حكومة الكيان الخليفيّ ذرّة واحدة منها، مضيفًا أنّ هذا يثبت أنّ شعب البحرين لن يكون وحيدًا في معركته ضدّ إرهاب الدولة ممثّلًا في النظامين الخليفيّ والسعوديّ، ولن تزيده هذه المحاولات المقزّزة إلّا إصرارًا على مواصلة الفعاليّات الثوريّة والنشاطات المختلفة داخل البحرين وخارجها، والتمسّك بحقّه في تقرير مصيره باختيار نظامه السياسيّ الذي يرتضيه، ودون تأثيراتٍ أو تدخّلاتٍ خارجيّة.
وأعلن عن موقفه الداعم لمحور المقاومة الذي يرى نفسه منه وإليه، وفق تعبيره، مؤكّدًا وحدة الصفّ والمصير المشترك، قائلًا: «ونقف إجلالًا لأبطال المقاومة في اليمن الشقيق في تصدّيهم المشرّف للجرائم الإرهابيّة والدمويّة البشعة ضدّ النساء والأطفال الأبرياء هناك، وندعو الله «عزّ وجلّ» أن يطهّر أرض الحجاز من براثن هذا النظام الإرهابي «المؤتمِر والمتآمر» على زعزعة استقرار المنطقة إرضاءً وخدمة للمشروع الصهيو-أمريكي ضدّ شعوبنا الإسلاميّة والعربيّة، كما نخصّ سماحة الأمين على الأمّة السيّد المقاوم حسن نصر الله بتحيّة إجلال وإكبار على مواقفه الداعمة دومًا لقضايانا وتأكيده المستمرّ لوحدة صفّنا».
وتطرّق ائتلاف 14 فبراير إلى الجهود الكبيرة التي بذلتها الهيئة الوطنيّة للعريضة الشعبيّة برئاسة الأستاذة «مروة حميد» في جمع تواقيع المواطنين على العريضة المنادية بانتخاب مجلس تأسيسي يتولّى صياغة دستورٍ جديد للبحرين، ومع تقدّمها في مسار الإجراءات لتقديم هذه العريضة للأمم المتحدة والجهات الدوليّة الأخرى، أكّد أنّ هذه العريضة هي امتداد لنجاحات الاستفتاء الشعبيّ الذي جرى في العام 2014، حيث قال الشعب بغالبيّته الساحقة: نعم لتقرير المصير.
وأشاد بالجهود الكبيرة التي بذلها القائمون على تنظيم المعرض وإدارته بكلّ حرفيّة وتميّز، برغم المعوّقات الفنيّة التي واجهتهم في مسار عملهم، فـ«هؤلاء الأبطال الذين هم بحقّ من أرقى الشباب المجاهدين المخلصين الذين يعملون في الظلّ هم منارات للانتصار القادم بإذن الله، ولنا أن نقبّل أيديهم التي صنعت هذا التميّز الفنيّ، وجباههم التي سال عليها عرق الجهاد والإيمان».
وفي الختام وجّه الشكر الجزيل لجميع من أسهم في إنجاح معرض شهداء البحرين ومحور المقاومة، ولا سيّما الجنود المجهولين الذين ربطوا ليلهم بنهارهم من أجلِ إنجاز كافّة التحضيرات الفنيّة واللوجستيّة في هذا الموقع، وجميع الحركات والفصائل التي شاركت وفودها بفعاليّاته وبرامجه، إضافة إلى القنوات الفضائيّة ووسائل الإعلام المختلفة التي حضرت وواكبت فعاليّات المعرض.