تُطالع زوّار أربعين الإمام الحسين «ع»، وهم يخطون على دروب العشق الحسينيّ ناحية مهبط الأفئدة كربلاء المقدّسة، شذرات من ثورات استلّت شراراتها من ثورة أبي عبد الله «ع».
رموز قادة وشهداء أبرار وكلمات ثوريّة ملأت الشوارع التي تنتهي إلى الحسين «ع»، فتدوس أقدام زوّاره يزيد العصر حمد بن عيسى آل خليفة قبل أن يتوقّفوا في محطّة تحتضنهم ليرتاحوا ويتزوّدوا من معين ثورته التي تمثّلت بثورة البحرين، وانتفاضة الحجاز، وبطولات لبنان، وتضحيات اليمن، وانتصارات العراق، وثبات فلسطين، وإباء نيجيريا، مجتمعة في معرض «شهداء البحرين».
يستقبل الزائرَ عند باب المعرض مضيفٌ حسينيٌّ أقيم لخدمته حبًّا بالحسين «ع»، قبل أن يدخله مرورًا بالركن الإعلاميّ الذي يمدّه بنتاج تثقيفي متنوّع من مونتاجات متلفزة وبروشورات ونشرة «زاد الثائرين».
داخل المعرض، يجول بين أقسام دول محور المقاومة، ومواقف قادته خالدة، وليّ أمر المسلمين السيّد علي الخامنئي، وسماحة الفقيه القائد آية الله الشيخ عيسى قاسم، والشهيد القائد الشيخ نمر النمر، والسيّد حسن نصر الله، والسيّد الحوثي، وتستوقفه جرائم النظام السعوديّ الإرهابيّ بحقّ شعب اليمن، ومجازر الكيان الإسرائيليّ في فلسطين المحتلّة، ليصل إلى كلمات الشيخ الزكزاكي وهو يتحدّى الاستكبار رغم كلّ الظلم.
ويعرج إلى ركن البحرين، هناك حيث تُختصر حكاية ثماني سنوات من النضال المستمرّ، في سجون قضى فيها شهداء تحت التعذيب، وفاضت أرواحهم شاهدة على ظلم النظام الخليفيّ، ولشهداء الإعدام الستة «عيسى قمبر، سامي المشيمع، عباس السميع، علي السنكيس، علي العرب وأحمد الملالي» قصّتهم ترويها الرصاصات التي اخترقت أجسادهم، فهوت إلى حضن تراب غمرهم أحرارًا من قيود الجور.
وعند ذاك البحر الأحمر تهمس للزائر أمواجه بما جرى على الشهداء السبعة «القائد رضا الغسرة، محمود يوسف حبيب، ومصطفى يوسف عبد علي، وحسن البحراني، وميثم إبراهيم، والسيد قاسم درويش، والسيّد محمود كاظم» حتى ارتقوا قرابين للحريّة التي لطالما حلموا بها فعانقوها عند شاطئ صبغ بنجيعهم.
تحوي تلك البقعة الصغيرة جغرافيًّا، الكبيرة بمضامينها، ألف حكاية وحكاية عن شهداء الفداء والرموز المغيّبين والأسيرات الزينبيّات، وشعب مستمرّ في ثورته حتى نيل حقّه في تقرير مصيره.
في معرض «شهداء البحرين» يدرك الزائر أنّ ثورة الحسين «ع» في عاشوراء ما زالت حيّة، تنبض في كلّ شهيد يسقط في مواجهة يزيد العصر، وفي كلّ قائد حرّ يتحدّى الاستكبار، فيخرج مسلّحًا بعزيمة المؤمن بالانتصار الحتميّ، ليكمل مسيرة اللقاء إلى ضريح من انتصر الإسلام بشهادته سيّد الشهداء الإمام الحسين «ع».