وصف الفقيه القائد آية الله الشيخ عيسى قاسم يوم عاشوراء بيوم فاجعةٍ لا تُنسى، ونصرٍ كبيرٍ لا يبلى، وإرادة إلهيّة ثابتة، وهو يوم فرقانٍ بين إمامٍ حقٍّ وكلمة حقٍّ وسيف حقٍّ من جهة وإمام باطلٍ وكلمة باطلٍ وسيف باطل من جهة أخرى.
وفي خطابه ليلة العاشر من المحرّم 1441 قال إنّ يوم عاشوراء يومٌ ربّى للأمّة بواسل تعلّق عليهم الآمال في لبنان وإيران والعراق واليمن والبحرين وغيرها من بلاد الإسلام وغير الإسلام، لا تأخذهم في الله لومة لائم، ولايخشون أحدًا إلّا الله.
ورأى آية الله قاسم أنّ يوم عاشوراء يومٌ تجحفلت فيه الجاهليّة لتقتل الحسين «ع»، وتقتل الإسلام وتدفنه، فقابَلَتها صفوة من أهل الله لا يبالون إنْ وقعوا على الموت أم وقع الموت عليهم، وهكذا هم المؤمنون في كلّ عصرٍ من العصور وفي كلّ مكان من الأمكن، وهو يوم صنع رجالاً تخافهم الطاغوتيّة خارج الأمّة وداخلها، وباعوا أنفسهم لله، ومَن باعَ نفسه لله لا بدّ من أن يخافه الكُفر والظّلم والطاغوتيّة.
وأضاف سماحته «أنت يا يوم عاشوراء، تناصبُكَ الجاهليّة العداء اليوم كما ناصبتك بالأمس، وستبقى تُناصبكَ وتُريد لكَ أنْ لا تبقى لك راية، ولا شعار، ولا مظهر، ولا كلمة ومنبر، ولا موكب، وهكذا هي سياسة بعض الحكومات الدنيويّة القائمة»، مؤكّدًا أنّ الإسلام والحسين «ع» وكلّ غيورٍ على الدين، وكلّ ناصرٍ للمظلومين، وكلّ محامٍ عن المستضعفين، مُخافٌ مُعادى محارَب من الظالمين والطغاة والمستكبرين.
ولفت إلى أنّ كلمات أبي الأحرار تُغيظ الباطل ويرضى بها الحقّ، فلا بدّ من أن يعاديه الباطل ويؤيده الحقّ، موضحًا أنّه ما أعرضت أمّة عن نداءات الحسين «ع» وهداياته وكلماته وأنواره إلّا وذلّت وهانت وبَؤسَت وعمّها الصَغار وكانت نُهزة الأمم وغنيمة الطّامعين، وهذا واقع الأمّة اليوم، وعليها أن تعود للحسين «ع» ولخطّه خطّ الإسلام، وفق تعبيره.
وشدّد على أنّ نداءات الحسين «ع» هي نداءات بالجهاد في سبيل الله، والأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، والقيام بأمر الدّين وحمايته من جهل الجاهلين وبَغي الظالمين والسياسة الجاهلية للطغاة والمتآمرين، هي نداءاتٌ لتطهير الأرض من الجَوْر والسياسة الطاغوتيّة الغاشمة، وهي نداءات من أجل وقفةٍ جادّة صارمة صُلبة لا تراجع فيها من أبناء الأمّة الحقيقيّين ضدّ الأنظمة الرسميّة التي تحكم الأمّة على خلاف إرادة الله تبارك وتعالى وإرادتها، وهي صرخةٌ في وجه كلّ ظالم، وهبّة في وجه كلّ باطل، ولإفشال كلّ مؤامرة على الإسلام والمسلمين، وسلب إنسانيّة الإنسان، من أين جاءت هذه المؤامرة وعلى أيّ يدٍ كانت، فنداءاته «ع» بريئةٌ كلّ البراءة من ضعفٍ في النفس، ووأدٍ في العزيمة، وتردّدٍ في مواصلة طريق الجهاد من أجل الله، والاستيحاش من قلّة الناصر وكثرة العدو.
وأكّد سماحته: «اليوم كَثُر أنصار الحسين، كَثُر أبطال كربلاء، اليوم للحسين «ع» أنصارٌ تخافهم الدنيا والجاهلية كلّها».