أدان علماء البحرين التعدّي المستمرّ للنظام الخليفيّ على الشعائر الحسينيّة واصفيه إيّاه بـ«العدوان الآثم»، مستنكرين كذلك حملات التَّرهيب الممنهجة ضدَّ الخطباء والرَّواديد.
وأكّد العلماء في بيان لهم يوم الجمعة 6 سبتمبر/ أيلول 2019 أنَّ مثل هذه الحماقات لها مردودٌ عكسي وتزيد الشَّعب قناعة بلزوم التَّصدي لهذه التَّهديدات ضدَّ الدِّين والمعتقد.
وهذا نصّ البيان:
علماء البحرين: ندين هذا العدوان الآثم على الشَّعائر وحملات التَّرهيب الممنهجة ضدَّ الخطباء والرَّواديد ونؤكِّد بأنَّ مثل هذه الحماقات لها مردودٌ عكسي وتزيد الشَّعب قناعة بلزوم التَّصدي لهذه التَّهديدات ضدَّ الدِّين والمعتقد… .
بِسمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
اللّهُمَّ ثَبِّتْ لنا قَدَمَ صِدْق عِنْدَكَ مَعَ الْحُسَيْنِ وَأصْحابِ الْحُسَيْنِ اَلَّذينَ بَذَلُوا مُهَجَهُمْ دُونَ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ.
لازالت كربلاء حاضرة تستحث النُّفوس أنْ يكون لها قدم صدق ثابتة مع الحسين ومع الباذلين أغلى ما يملكون -وهي مُهجهم- دون الحسين، وكلَّ ذلك لا يكون اليوم إلِّا بأن نكون بصدقٍ مع إمامٍ منصورٍ من أهل بيت محمَّد صلَّى الله عليه وآله.
وعلى هذا الدَّرب تسير البحرين وشعبها المؤمن منذ صدر الإسلام وإلى يومنا وللغد المُشرق بإذن الله تعالى.
مسيرةٌ قدَّم فيها شعب البحرين التَّضحيات تلو التَّضحيات في مناصرة قضية الإمام الحسين عليه السَّلام التي هي قضية الإصلاح في الأمَّة وإعلاء كلمة الحق في وجه السلطان الجائر، إقامةً لفريضة الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر التي بها تحفظ جميع فرائض الإسلام ويقطع دابر الظلم والطغيان وتتمهد الأرض لتمتلأ بالقسط والعدل على يد صاحب الزَّمان أرواحنا لتراب مقدمه الفداء.
مسيرةٌ يتقدَّمها في البحرين علماء وخطباء ومؤمنون من رجالٍ ونساءٍ تحمَّلوا السُّجون والعذاب والتَّهجير والقتل والتَّنكيل والمطاردة ولم يخنعوا ولا استكانوا، ولا تزحزحت أقدامهم عن طريق ذات الشَّوكة، بل ثبتوا مع من وجدوا الموت أحلى من العسل، فلم يبالوا وقع الموت عليهم أم وقعوا عليه ماداموا على الحقَّ.
وكم هي واهمة هذه السُّلطة البائسة إذ تظن أنَّ بمقدورها محاصرة هذه المسيرة الكبرى الإلهية بمثل هذه الإجراءات الترهيبية الفاشلة والاستهداف الطَّائفي المقيت في كلِّ موسمٍ عاشورائي، وكلِّ مناسبةٍ تتصل بالثَّورة الحسينية ضد الحكم اليزيدي الجائر الفاسق الفاسد.
إنَّنا إذ ندين هذا الإضطهاد الطائفي وقمع الحرِّيات الدِّينية والعدوان الآثم على الشَّعائر، وحملات التَّرهيب الممنهجة ضدَّ الخطباء والرَّواديد، فإنَّنا نؤكِّد بأنَّ مثل هذه الحماقات لها مردودٌ عكسي وتزيد الشَّعب قناعة بضرورة التَّغيير ولزوم التَّصدي لهذه التَّهديدات ضدَّ الدِّين والمعتقد.
وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ
علماء البحرين
٦ محرم الحرام ١٤٤١هـ
٦ سبتمبر ٢٠١٩م