افتتح سماحة الفقيه القائد آية الله الشيخ عيسى قاسم موسم عاشوراء للعام 1441 هـ بكلمة في الحسينيّة البحرانيّة في قم المقدسة تحت عنوان «الثورة التي أبقت الإسلام حيًّا»، وذلك يوم الخميس 29 أغسطس/ آب 2019.
سماحته قال إنّ الأمّة عانت من غيبوبة فكر وغيبوبة ضمير، لذلك أقدَمَ يزيد على ما أقدم، وقد كانَ المخطط الأموي أنْ لا يصل الإسلام إلى الأجيال المتعاقبة ويحلّ الإسلام المشوَّه الجاهلي المصبوغ بصبغة جنون السياسة بدلاً عنه، فكان الهدف الأوّل لثورة الإمام الحسين «ع» أن تُقاد حركة الأرض بالإسلام، غير أنّ موازين القوى الماديّة والسّقوط في إرادة الأمّة هي عوامل لم تعطِ الإمام الحسين «ع» تحقيقَ حُكم الإسلام.
وأضاف آية الله قاسم أنّه لم يكن غائبًا عن الإمام الحسين «ع» أنّ تحقيق النَّصر العسكريّ بعيدٌ يومها، ورغم ذلك قرّر الثورة حتّى لا تختفي صورة الإسلام الحقيقي وتحلّ محلها صورة الإسلام المشوّه الجاهلي، فقد كان على ثورة الإمام الحسين «ع» إنقاذ الإسلام مِن أنْ يخسرَ صورته التي رسمها الوحي، وتَبدُّل إلى صورةٍ أرضيّة جاهليّةٍ منحدرة في فكر الأمّة، بحيث تغيب الصُّورة الأصل فلا يجدها الطّالِب للحقيقة والسّاعي لرؤيتها.
وأوضح سماحته أنّ كلّ شيءٍ كانَ سيَخضَع للتَّزوير في الإسلام لَولا ثورة الإمام «ع»، وقد أوقف دمه الشريف ودماء أصحابه النَّشاط التحريفيّ حتّى هذا اليوم، وهنا تكمن عظمة ثورة كربلاء فهي قد أبقت الإسلام بعد محاولة شَرسة لإزالته.