قال آية الله الشيخ عيسى قاسم إنّ عبارة «مع إمامٍ منصورٍ» ضرورةً من ضرورات الإسلام، واستجابةً لقضيةٍ أساسٍ فيه؛ وهي وتأتي إسلامًا حيًّا، وإيمانًا قويًّا، وسهمًا في قلب الشيطان، وصفعةً موجعةً في وجه الكفر، والنفاق، والظلم، إذا صدرت عن وعيٍ، ومعرفةٍ، وصدقٍ، وجدٍّ، وعزمٍ، وتصميمٍ، واسترخاصٍ للنَّفس في سبيل الله، واستهانةً بكلِّ بذلٍ في جنب ما لله تعالى من حقّ.
وشدّد سماحته في بيان يوم الأربعاء 28 أغسطس/ آب 2019 على اعتماد شعار «مع إمامٍ منصورٍ»، في إشارة إلى الإمامَ الإلهيَّ المنقذَ القائمَ المنتظرَ «عج»، فكرةً راسخةً في العقل لا يمسها اهتزاز، وشعورًا معمَّقًا في النَّفس لا تعتريه غفلةٌ، وكلمةً صادقةً مدويَّةً على اللسان، لا تراجع عنها، ونصرةً عمليةً، مستميتةً، جديّةً، شاملةً، دائمةً للإمام، والإسلام، وكلِّ قضاياه، وقضايا المسلمين.
وهذا نصّ البيان:
آية الله قاسم : مع إمام منصور .. ضرورة من ضرورات الإسلام
بسم الله الرَّحمن الرّحيم
لا إسلامَ بلا إمامةٍ، ولا حياةَ للقرآنِ حقَّ الحياةِ -وبما هو أهلٌ لها- بلا إمامٍ، ولا إمامَ في الإسلام إلاّ مَن اصطفاه اللهُ بعلمِهِ، وحكمتِهِ، ورحمتِهِ.
وما دلَّ دليلٌ ثابتٌ -من قرآنٍ ولا سنّةٍ- على ثبوت الإمامة من الله عزّ وجلّ لأحدٍ من أمَّة الإسلام من غير أهل البيت “عليهم السلام”، ولم توجد من أحدٍ دعوى -ممن دونهم- أن له الإمامة على النَّاس بنصٍّ من الله، ونصٍّ من رسوله “صلى الله عليه وآله”.
أمَّا إمامة أهل البيت “عليهم السلام” فالقرآنُ والسُّنةُ يحدِّثانك عنها بما لا مزيد عليه، وسيرتُهُم الطاهرةُ شاهدةٌ بذلك.
وكما كان الإسلامُ حين قام -وحتى رحيل النبيّ “صلى الله عليه وآله”- كتابًا من الله لا يأتيه الباطلُ من بين يديه ولا من خلفه، ورسولاً منه تبارك وتعالى مبلِّغًا ومعلِّمًا ومزكِّيًا وإمامًا، كذلك الإسلام في بقائه لا يكون إلا بالقرآن، والوصيِّ، المبلِّغ، المعلِّم، المزكِّي، الإمام، ممن لا يفترق عن القرآن، ولا القرآن يفترق عنه، وليس من إمامٍ كذلك إلاّ من ثَبَتَ فيهم قولُ الرسولِ الذي لا ينطق عن الهوى (إنّي مُخَلِّفٌ فيكُمُ الثِّقلَينِ: كِتابَ اللّه ِ وعِترَتي أهلَ بَيتي، فَإِنَّهُما لَن يَفتَرِقا حَتّى يَرِدا عَلَيَّ الحَوضَ)[فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة ج٢: ٥٩].
وحينئذٍ يأتي خطابُ المسلم لأهل بيت رسول الله “صلى الله عليه وآله”: (معكمْ معكمْ لا مع عدوِّكم) خطابًا إسلاميًّا، دقيقًا، ومعبِّرًا عن الإيمان الصادق بالله، والرسول، وتمسكًا بالإسلام، وإخلاصًا له.
وتأتي كلمةُ (مع إمامٍ منصورٍ) ضرورةً من ضرورات الإسلام، واستجابةً لقضيةٍ أساسٍ فيه؛ لا يسلم بناؤه بدونها، ولم تضيَّع إلاّ وضُيِّع منه الكثير، وذهب الكثيرُ من نوره ورحمته.
وتأتي إسلامًا حيًّا، وإيمانًا قويًّا، وسهمًا في قلب الشيطان، وصفعةً موجعةً في وجه الكفر، والنفاق، والظلم، إذا صدرت عن وعيٍ، ومعرفةٍ، وصدقٍ، وجدٍّ، وعزمٍ، وتصميمٍ، واسترخاصٍ للنَّفس -وما تحرص عليه- في سبيل الله، واستهانةً بكلِّ بذلٍ في جنب ما لله من حق لا يقدِّره القادرون، ولا يبلغ شكره أبلغ شكر الشاكرين.
ليكن إعلاننا (مع إمامٍ منصورٍ) الإمامَ الإلهيَّ المنقذَ -للعالم من شرّ كل الطواغيت- القائمَ المنتظرَ فكرةً راسخةً في العقل لا يمسها اهتزاز، وشعورًا معمَّقًا في النَّفس لا تعتريه غفلةٌ، وكلمةً صادقةً مدويَّةً على اللسان، لا تراجع عنها، ونصرةً عمليةً، مستميتةً، جديّةً، شاملةً، دائمةً للإمام، للإسلام، لكلِّ قضاياه، وقضايا المسلمين.
عيسى أحمد قاسم
٢٨ أغسطس ٢٠١٩