تتوارد أنباء من داخل سجني جو والحوض والجاف تفيد بأنّ الكيان الخليفيّ يصعّد من حدّة انتهاكاته بحقّ معتقلي الرأي المضربين عن الطعام للضغط عليهم وإجبارهم على فكّ إضرابهم.
وقد فنّدت مصادر حقوقيّة ادّعاءات إدارة سجن جوّ بأنّ المعتقلين يرفضون طوعًا الخروج للزيارة، مؤكّدة أنّها هي من تمنعهم عن ذلك كوسيلة ضغط، إضافة إلى ضربهم ومنعهم من الذهاب إلى العيادة للمداواة والعلاج.
هذا وقد ازدادت الأوضاع الصحيّة للمعتقلين المضربين عن الطعام سوءًا بعد دخولهم اليوم الـ12 في الإضراب، حيث تعرّض بعضهم للإغماء وانخفضت نسبة السكر لديهم، كما بدأ قسم منهم بالتقيؤ دمًا، وفق هذه المصادر التي أوضحت أنّ المعتقلَين «محمود البحراني وعلي الفريخ» يعانيان نقصًا في معدّل السكر، والمعتقلين «حسين الخال، وفاضل عباس» تعرّضا للإغماء وقد نقلوا إلى عيادة السجن، ومن ثم أرجعوا منها دون علاج مشترطين عليهم فكّ الإضراب عن الطعام لاستئناف العلاج.
عائلة معتقل العزل المضرب عن الطعام «أحمد العرب» أكّدت أنّها منعت اليوم الثلاثاء من لقائه، بينما أفادت عائلة «علي عبد الله الزاكي» أنّه اتصل بعد حرمان أسبوع من حقّه هذا ليبلغها أنّه يعاني من حمى وألم في المفاصل وإدارة سجن جو ترفض علاجه.
وكان معتقلو الرأي المضربون قد أكّدوا منذ يومين في تسجيلات صوتيّة أنّهم يتعرّضون «للموت البطيء» داخل السجن عبر الإهمال الطبيّ المتعمّد، حيث ذكر المعتقل «حسين السهلاوي» أنّ «هناك حالات نزف لعدد من المُضربين وهو من بينهم، فهو يعاني آلامًا شديدة في وسط البطن وأسفلها ، ولم يُنقل للعيادة، كما يتعرّض للاستفزاز من عناصر المرتزقة داخل السجن، والذين يأمرون الحرّاس بتركه حتى يموت»، المعتقل «محمد فخراوي» من جانبه، قال إنّه والمعتقل «عباس مال الله» يعانيان من انخفاض حادّ في نسبة السكر بالدم وارتفاع في ضغط الدم، وأنّ هناك أوامر إداريّة بازدراء المُضربين عن الطعام واحتقارهم.
عائلة المعتقل مريض السكلر «محمد الدقاق» عبّرت عن قلقها البالغ على مصيره، مشيرة إلى أنّه يفترض أن يُعرض على طبيبه وفق موعد محدد مسبقًا لتحديد برنامج علاجيّ متقدّم لتخفيف نوبة المرض التى يُصاب بها بشكل متقارب، وإهمال حالته فيه تهديد خطير على حياته.
هذا وكان 15 معتقلًا سياسيًّا في مبنى العزل في سجن جوّ المركزي قد أعلنوا إضرابهم عن الطعام يوم الخميس 15 أغسطس/ آب 2019 مطالبين بإخراجهم من العزل ودمجهم مع المعتقلين الآخرين، ثمّ انضم إليهم أكثر من 200 معتقل، كما أعلن أكثر من 450 معتقلًا في سجن الحوض الجاف دخولهم في الإضراب مطالبين بوقف سوء المعاملة، والسماح لهم بممارسة الشعائر الدينيّة، وإزالة الحواجز في الزيارات العائليّة.