قال علماء البحرين إنّ دماء الشهداء «أحمد الملالي وعلي العرب ومحمد المقداد» لن تضيع عند الله «عزّ وجلّ» ولا عند المؤمنين، مشدّدين على أنّ كلّ قطرة دم من دماء الشهداء إنّما تزيد هذا الشعب الصابر عزمًا وإرادة ومسؤولية وتكليفًا شرعيًا بالمضي قدمًا في مجابهة الظلم ومقاومة الطاغوت واجتثاث الفساد.
وأكّد العلماء في بيان لهم يوم الإثنين 29 يوليو/ تموز 2019 إنّ «النظام الفرعونيّ والقضاء الإرهابيّ» في البحرين غير شرعيّين وكلّ أحكامهما باطلة وملغاة، ولا عدالة لديهما ولا نزاهة ولا استقلال، داعين إلى العزاء والحداد العام هذا الأسبوع، والمشاركة الجماهيرية الغاضبة لله تعالى ولحرمة الدم في الإسلام والحضور الحاشد في مراسم عزاء الشُّهداء السُّعداء.
وهذا نصّ البيان:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) آل عمران ١٦٩
وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ
جريمةٌ ما أعظمها عند الله تعالى أن تقتل نفس بظلم وأنْ يستخفّ بحرمة الدِّماء، حتَّى لا يكاد يجف دمُ شهيدٍ إلَّا ويتلوه شهيدٍ آخر في شهادة دامغة على دموية هذا النِّظام الفرعوني الطاغوتي وإسرافه في القتل والتَّنكيل والظُّلم، فمن الاغتيالات الميدانية والتَّخطيط وتشكيل الخلايا الإرهابية لتنفيذها إلى القتل تحت التَّعذيب إلى الدَّهس في الشَّوارع إلى تصويب أنواع الرَّصاص والطَّلقات القاتلة إلى رؤوس وصدور المحتجَّين السِّلميين إلى خنق الآمنين في بيوتهم إلى تحويل القضاء إلى جهاز إجرامي بيد السَّفاح، وما أشدَّها جريمة في دين الله عزَّ وجلَّ أن يقضي قاضٍ ويحكم حاكم بغير ما أنزل الله عزَّ وجلَّ، أولئك المجرمون الفاسقون الظَّالمون هم الذين يحكمون البلد ويصدرون أحكام الظِّلم والجور على الأبرياء وتزهق النُّفوس المؤمنة فما أعظمها مصيبة حلَّت على الإسلام. إنَّ النِّظام الفرعوني والقضاء الإرهابي في البحرين غير شرعي وكلُّ أحكامه باطلة وملغاة وقد أثبتت الشهادات المتواترة والتَّقارير المعتبرة أنَّ لا عدالة ولا نزاهة ولا استقلال، وأنَّ الاعترافات تنتزع تحت التَّعذيب، وبناء على ذلك فقضاة هذا النِّظام ومسؤوليه المتورِّطين في جرائم القتل وإعدام الأبرياء وإمضاء الأحكام الجائرة هم مطلوبون للعدالة والقصاص بحكمِ الشَّرع ودين الإسلام الحنيف الذي هو دين الدَّولة ودستورها الأعلى.
إنَّ دماء الشَّهداء أحمد الملالي و علي العرب وعلى دربهم محمد المقداد لن تضيع عند الله عزَّ وجلَّ ولا عند المؤمنين وإنَّ كلَّ قطرة دمٍ مِنْ دماء الشُّهداء الطاهرة إنَّما تزيد هذا الشَّعب الأبيَّ الصَّابر عزمًا وإرادة ومسؤولية وتكليفًا شرعيًا بالمضي قدمًا في مجابهة الظِّلم ومقاومة الطَّاغوت واجتثاث الفساد.
نعزَّي شعبنا الحر الأبيّ ونعزي عوائل الشُّهداء الذين رفعوا الرُّؤوس بصبرهم وتجلدهم وقدموا أروع دروس العزَّة والثَّبات على مطلب إحقاق الحق وإقامة العدل ومقاومة الظلم.
ختامًا ندعو للعزاء والحداد العام هذا الأسبوع، والمشاركة الجماهيرية الغاضبة لله تعالى ولحرمة الدم في الإسلام والحضور الحاشد في مراسم عزاء الشُّهداء السُّعداء.
▪علماء البحرين
٢٦ ذو القعدة ١٤٤٠هـ
٢٩ يوليو ٢٠١٩م